في الوقت الذي استغرقت فيه صياغة مشروع قانون منع التحرش الجنسي في المغرب، ما يقارب الست سنوات، تخللتها اجتهادات ثلاثة وزيرات تناوبن على صياغة ذلك القانون، كل وحدة وجهدها، ياسمينة بادو بداتو ونزهة الصقلي ضافت عليه وبسيمة الحقاوي زات ليه شي روتوشات. وفي النهاية تحفظ عليه الوزراء "المحافظون" بقيادة عبد الله باها في آخر مجلس حكومي، استطاع الطفل الأندونيسي "هيبار سياهرول غافور"، وفي ظرف سنة واحدة فقط، أن يخترع حذاء مضاداً للتحرش الجنسي. "هيبار سياهرول غافور" (14 سنة)، برر تصميه لهذا الحذاء الذي في حالة الضغط على زر، يمكنه أن يطلق شحنة تصل إلى 450 فولت على المتحرش بالتي تنتعل الحذاء.
إن ما اخترعه هذا الطفل، الذي لم يعرف التحرش قبل أن يبلغ من العمر على الاقل 12 سنة وهي سنة التمييز، يلغي قانون "الثالوث المحرم"، الذي تناوبت عليه ثلاث وزيرات دون أن يستطعن تغيير العقيدة الذكورية للحكومات المتعاقبة. أليس هذا "استثناء مغربيا" يستحق أن يسجل في كتاب كنيس للأرقام القياسية؟.
الحذاء الذي صممه "هيبار غافور" حصل على الميدالية الذهبية لعام 2013، خلال المعرض الدولي لصغار المخترعين، الذي أقيم في ماليزيا، بينما حصد مشروع الحقاوي ولا بادو ولا الصقلي، رفضا ساحق من قبل فريق حكومي تسيطر عليه "النظرة الذكورية"، رغم أن الأحداث الأخيرة التي تناقلتها الصحف الوطنية حول التحرش والخيانة الزوجية لأشخاص ينتمون إلى الوزرات، تظهر حاجة الحكومة الماسة لهذا القانون.
في الأخير لا يسعنا سوى أن نقترح على بسيمة الحقاوي بعد أن فشلت في إقناع أعضاء المجلس الحكومي بالمصادقة على مشروع القانون الجديد، أن توجه طلب رسميا إلى وزير التجارة الخارجية والتكنولوجيات الحديثة، لاستيراد نماذج من هذا الحذاء الفعال، هذا في حال تنازل و لبى طلبها، مادام أنه واحد ممن تحفظوا على مشروع القانون، الذي ارتأى بنكيران أن تتولى لجنة برئاسته مراجعته من جديد!