يؤطّر مدنون ونشطاء جزائريون ، حملةً شعبيةً واسعة النطاق تطالب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بالتدخل لدى السلطات الأمريكية؛ بغية الإفراج عن الهاكر الجزائري، حمزة بن دلاج، المتهم بقرصنة مواقع حكومية إسرائيلية وغربية. وانفجرت شبكات التواصل الاجتماعي في غضون الساعات الأخيرة، بشكل فظيع بعدما شاع خبر إعدام الرعية الجزائري الموقوف من طرف العدالة الأمريكية ، ما دفع بآلاف المدونين والنشطاء من مختلف شرائح المجتمع إلى إظهار صورة حمزة بن دلاج مبتسمًا عبر حساباتهم في مواقع التواصل. وقالت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، إنها راسلت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، طلبا للاستفسار عن وضعية الرعية الجزائري الذي تضاربت بشأنه الأخبار دون أن يصدر موقف رسمي من أية سلطة أمريكية. وشدد المسؤول بمكتب هذه المنظمة الحقوقية غير الحكومية ، العيد سابق، في تصريحه أن الرابطة تحركت فور انتشار الخبر في مواقع إلكترونية عربية وجزائرية، وطالبت سفارة واشنطن بتقديم إيضاحات بشأن الموضوع. وتابع المتحدث نفسه، أن القضاء الأمريكي مطالبٌ بضمان محاكمة عادلة للجزائري المعتقل منذ سنوات، وأيضا منحه الحق في التواصل مع عائلته التي أكدت أنها فقدت الاتصال به منذ توقيفه بتايلاندا. وفي غضون ذلك، ردت السفارة الأمريكية في الجزائر، أن قضية بن دلاج ،لم تبرمج بعد للمحاكمة حيث حولت الاستخبارات الأمريكية، ملفه بتاريخ 6 يونيو / حزيران الماضي، إلى وزارة العدل التي أحالت بدورها القضية إلى محكمة ولاية جورجيا بتهم تطوير وتوزيع فيروس "سيبيس" الذي يستعمل في سرقة المعلومات البنكية وسيحاكم إلى جانب هاكر روسي الجنسية. وتعرض الشاب حمزة للتوقيف سنة 2012 بمدينة بانكوك التايلاندية، بعدما توبع بتهمة قرصنة مواقع حكومية إسرائيلية وغربية وكذا قرصنة 217 مصرفًا وأخذ منها أزيد من 4 مليار دولار وهي قيمة موازنة دول مجتمعةً، ونقل عنه أنها وزع أكثر من 280 مليون دولار على جمعيات خيرية تنشط بلفسطين؛ لإغاثة ضحايا العدوان الإسرائيلي على عزّل غزة. وأشيع عن حمزة بن دلاج، أيضا، أنه قدم مساعدات لعشرات الجمعيات الإفريقية في الدول الفقيرة، إضافة إلى سيطرته على أكثر من 8000 موقع فرنسي. ودرس بن دلاج صيانة الكمبيوتر لمدة ثلاثة أعوام، قبل بلوغه سن العشرين ثم اقتحم مواقع الحسابات المصرفية في عشرات البنوك العالمية وتسبب في خسائر مالية فادحة لكثير من الشركات المالية . وأقدم الهاكر الجزائري على مهاجمة مواقع فرنسية وتوزيع تأشيرات مجانية على الشباب الجزائري، كما قرصن أبرز المواقع الإسرائيلية، ليتمكن من تسريب معلومات سرية مهمة خاصة بالجيش الإسرائيلي، وعلى هذا الأساس حاولت إسرائيل مرارا تجنيده للعمل لصالحها مقابل إطلاق سراحه لكن "المبتسم" الجزائري رفض العرض مناصرةً للقضية الفلسطينية. ويعتبر الجزائريون أن حمزة بن دلاج "بطل قومي" يجب أن تتدخل حكومة عبد العزيز بوتفليقة لتحريره من قبضة القضاء الأمريكي، وترحيله آمنا إلى الجزائر للاستفادة من علمه وخبرته.