قبل أيام وفي افتتاح الدورة 61 لمؤتمر النساء رئيسات المقاولات العالمية و الذي شاركت فيه أكثر من 700 رئيسة مقاولة من 70 بلدا من مختلف أنحاء العالم , وجه الملك محمد السادس رسالة الى المشاركات في هذا الحدث كان من أهم مقاطعها... «انطلاقا من اقتناعنا الراسخ بضرورة تعبئة كل الطاقات الوطنية من أجل تحقيق النمو الشامل والمستدام الذي نريده لبلادنا، ما فتئنا نسعى لتعزيز دور المرأة وتشجيع انخراطها في جميع ميادين الحياة العامة، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وظل الهدف الأسمى الذي نسعى لتحقيقه هو تمكين كافة مكونات المجتمع، من دون استثناء، من الاستفادة من ثمار التحديث والتنمية». صادف ذلك اليوم بالذات اليوم الذي تأتي فيه ^لكبيرة^ وهي مساعدة أمي على تنظيف البيت... تأتي ثلاث مرات في الأسبوع وهي عادة لا تتخلف عن مواعيدها... لكنها في الموعد الفائت لم تأت ولم ندر ما السبب...
في ذاك اليوم أتت وبيدها كدمات بألوان قوس قزح ازرق و اخضر واحمر و بنفسجي...
_مالك ا لكبيرة درتي شي كسيدة؟ _ لا ... وتدمع عيناها _ ومالك؟ _ضربني علي... _ الله يعطيه دقة و علاش؟ _على الفلوس ... وطفقت تسرد لي تفاصيل واقعة تعنيف همجي بكل المقاييس ...
_ دعيه يدخل للحبس فين يتربى ... و كلت له من السب ما استطعت ... _كان جوابها متوقعا... ندخل اب اولادي للحبس ...
_ راه اب غير بالاسم ياك انت اللي كتخدمي و تصرفي على أولادك و بناتك؟
_ مانقدرش... الله يلكيها ليه ولد الحرام من فعايلو كان غادي يهرسني غير لحت ليه الفلوس شدهم و مشا يقمر بيهم.
الكبيرة هي انسانة اولا و نموذج مغربي للكثير من نساء بلدي , فرغم ان المساواة بين الرجل والمرأة وضمان احترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية للمرأة اصبح جزءا لا يتجزأ من الدستور المغربي الا انه لا زال ينقصنا الكثير من العمل الجاد و الدؤوب لتنزيله على ارض الواقع ..
فرغم ما نتحدث عنه من حداثة و مساواة في الحقوق و الواجبات بين الرجل و المرأة وماتروج له وسائل الاعلام من احترام متبادل وتقاسم للمسؤوليات ... يبقى نموذج معاملة علي للكبيرة سائدا بشكل قوي, و يبقى رد فعل الكبيرة على معاملة علي هي الغالبة...
النساء في بلدي لازلن يرين في الرجل حامي الحمى وقواما عليهن حتى وهو لا يعيل حتى نفسه و بالاحرى اسرته... النساء في بلدي لازلن يرين في الرجل قواما و هن من يقمن باعالته ويقلن : ظل راجل و لا ظل حيطة...
في مجتمعنا المغربي العديد من النساء نموذج طبق الأصل للكبيرة ... وللاسف منهن حتى المهندسات و الطبيبات و المعلمات و الطباخات و حتى النساء رئيسات المقاولات... يتعرضن لما تتعرض له الكبيرة من سب و شتم واهمال وخيانة وتحقير و ... ما يخطر و ما لا يخطر على بال ... من الاهانات و مع ذلك لا ينتفضن ضد الظلم و الطغيان...
للنهوض ببلدي و جب على نساء بلدي ان يكن رئيسات ... على انفسهن اولا ثم على مقاولاتهن في الحياة...