http://www.facebook.com/elmayssa لطيفة: ... بعثت أحد الصبية الواقفين أمام باب الصالة الرياضية لينادي المدرب.. بعد دقيقة خرج إلي مبتسما. يعرفني لأني أقطن بجوار النادي: "أهلا لالة مايسة.. وأخيرا قررت الانضمام؟" "نعم.. أريد أتدرب كل يوم هنا بالنادي.. لكن المبلغ الذي حددته لي صاحبة النادي مرتفع.. إضافة إلى 150 درهم ثمن التأمين.." "حسنا.. اعطني 200 درهم، واكتفي الأسبوع الأول بثلاث حصص.. ثم لك أن تأتي كل يوم ابتداء من الأسبوع الثاني" "لا.. خذ 300 درهم.. ومنذ الغد سآتي إلى النادي كل يوم" .. شفطت يدا المدرب 300 درهم في ثانية وكأن بكفه رمال الأرض السراطة.. ابتسمت وودعته. *** قدمت في الغد إلى النادي الرياضي في كامل العدة والأهبة.. في الصباح الباكر، حيث لا زال "ولاد الحومة" نيام. بدأت بالدراجة ثم ببعض الآلات.. خفت أن أفصل عضلة أو أن أحرك عظما إلى غير محله فعدت إلى الدراجة المملة.. بلاّتي عليك أ الحريرة.. والله لا بقات فيك! فجأة دخل أحد يشبه الصورة.. صورة معلقة أمامي لرجل أسمر مفتول العضلات.. مفتول كلمة غير مناسبة.. رجل مخيف أنسب.. نظر إلى فتوقفت.. دخل وأزال قميصه وأخذ يتمختر في المشي.. فتحول المنظر من مخيف إلى مقيت.. خرجت عند الحارس وسألت.. هل الصالة مختلطة؟ أليس الصباح مخصص للنساء والمساء للرجال.. فابتسم وأجاب: "لا.. الصباح والمساء للرجال والنساء.. لا تكترثي لأحد.. ادخلي والعبي كما تشائين.." ألعب؟.. يا لَهْوِي.. يعني أنا.. بهذه البذلة الرياضية.. سأقوم بحركات "رياضية" وهذا المخلوق العاري أمامي ينظر بنصف عين ويتمختر بسرواله القصير الوردي.. مستحيل *** بدأت الصالة تمتلئ بمخلوقات أعلاها أضخم من أسفلها.. ينظرون في المرآة ويبتسمون.. أ الله؟ بتضحكوا على إيه! دنتوا بتبَكّوا! كيف أغض البصر وعضلاتهم أوسع من مجالي البصري.. ويلي ويلي ويلي.. أستغفر الله العظيم.. بناقص من "الفيتنيس".. أين أضع بطني الرمضاني.. تبا لك يا مادونا! *** عدت مساء بجلبابي الواسع و "سبنيتي" الصفراء أحمد الله على رحمة الله.. طلبت رؤية المدرب.. فخرج عندي بعد 10 دقائق بوجه عبوس.. "السلام عليكم سي المدرب.. بغيت فلوسي" ... مغربي يريد إعادة مال أخذه.. ماذا يفعل؟ طبعا.. يُرَيِّضُك.. ويفتل عضلاتك فعلا.. أسقطت بعض الكيلويات في الذهاب والإياب لاسترداد 300 درهم.. وانفش بطني بالوقوف وانتظار المدرب فقضيت ما جئت لقضائه ورُدّت لي 240 درهم بعد 3 أيام. انتهى *** هي علاقات العقلية الجديدة، عقليه تغطي على الانحلال بعبارات لا معنى لها على أرض الواقع، عبارات وقحة مرنة مراوغة: الحرية والاحترام. هي العلاقات التي يفرضها الشارع العام "الحداثي" وتفرضها الوظائف "في دولة المساواة" ويُلزمها مجتمع القرن 21 بين الرجل والمرأة. فتجد مثلا ما يجمع بين الرجل والمرأة في مجامع تريب الفطرة: بين البائع والمشترية أثناء الفصال حول ثمن بضاعة، وهما يحلفان الأيمان معا، قبل أن تدخل وراء ستار ربع ثلثه مكشوف، يفتحه لها البائع بنفسه، وينيره لها ويؤكد لها في ثقة وحزم بابتسامة ولد الناس وقهقهة ولاد السويقة: "هههه.. متخافيش.. ما كتبانيش.. ههه" وهي تسيطر على حشمتها وخوفها بقوة ما لقن لها في زمن أغبر قل فيه المحارم وكثر الحرام. فتبدأ بتجريب الملابس والبائع يسألها حول القياس والقد ويمد لها الأحجام ويناقش معها الألوان وهي تحدد له حجم خصرها وطولها وعرضها ولون شكل ذوقها. جاتك اللبيسة واعرة أ "ختي". ختك؟ فاش؟ فالإسلام مثلا؟ أو بين الطبيب والمريضة: وهنا يكثر الجدل والارتباك. وكأن الطبيب حين يحلف أمام الملأ قسم شرف مهنة الطب يفقد معه رجولته! أي نعم ما أشرف المهنة.. أن تعافي شخصا في صحته وتكون سببا في إنقاذ حياته.. لكن لا نفاق حين نقول ما أغرب ما آلت إليه، بين رجل مختص في عورات النساء وسوءاتهن، وامرأة مختصة في سوءات الرجال وأجهزتهم. والكل عادي ومرتاح. لأنها أشرف مهنة! ما أشرفها والمريضة تتعرى أمام الطبيب في احترام وهو يقلب جسدها الممتلئ الأملس ويفحصه "بمهنية تامة" ويتحسس نبضات قلبها بين صدرها وبطنها وظهرها في حشمة ووقار. لماذا؟ لأنه تعود؟ لأن فكره في مهنته ورجولته في البيت؟ فهو لم يعد يحس شيئا وهو يرى جسد المرأة العاري ويلمسه! لأن عقله مقسوم إلى قسمين: قسم شرف المهنة.. وقسم التأثرات الجنسية.. وبينهما برزخ لا يبغيان!!! لماذا ذهبت إليه دونا عن طبيبة امرأة؟ لأن الأطباء الرجال أكثر احترافا من النساء؟ لماذا؟ لأننا في زمن الألفية الثالثة، فالعقلية تغيرت والاحترام ساد فجأة ولا حياء في مهنة الطب. ولا داعي للعقد النفسية والأعذار الواهية! الإيمان فالقلب! والقلب تحجر لكثرة ما رأى وافتتن.. هو يسيطر على نفسه جيدا. يسيطر على رجولته! ولا ينظر وهو يفحص.. وإن نظر ينظر بمهنيه تامة! ولا يتحسس وهو يفحص.. وإن فعل فإنه "شبعان". ولا يزيغ البصر ولا الفؤاد.. لأنه طبيب متفتح متقدم عقله في مهنته! لذلك اختار أن يكون طبيب أمراض نساء. وهو يحتسب ذلك لوجه الله تبارك وتعالى. قمة في التدين والطاعة! وعلاقات وعلاقات: بين الزميل وزميلته في العمل وهو يعطف عليها ويسألها عن همومها مع زوجها وهي تحدثه بصوتها الحزين الدافئ في كامل الحشمة. أو بين الصديق وصديقته وهما يتبادلان النكت والضحكات في كامل التقدير والإجلال. *** لا يهمني ولن يهمني من سيتهمني بالظلامية لما وصفت. فأنا أعلم علم اليقين وأومن مطلقا بأن الأفئدة المومنة التي تعبد الله كأنها تراه، وإن لم تكن تراه فإنه يراها، تلك القلوب الوجلة التي تحسب كل خطوة وكلمة في ميزان الحلال والحرام، والمكروه والمستحب، وتبحث عن مخرج وملجئ من الله إليه لكسب رضاه، ستفهم حديثي على أنه حديث الفطرة التي ضاعت بالغصب. وليعلم الرجال قبل النساء، أن المرأة وهي أمام طبيب أو ممرض تكشف عوراتها، وهي أمام بائع أو زميل تبتسم وتحدث، وهي أمام أي رجل كيفما كان، تكون في حالة حرب داخلية، تقتل في نفسها الحياء والفطرة، وتحدث نفسها بأن لا ضرر فيما تفعل، وتُسكت ضميرها الذي يسألها ماذا تفعل، وتقوي نفسها لتكون عند حسن ظن ثقافة الألفية الثالثة، وعند توقعات زمن الليبرالية و"كلشي" عادي، وعند استحسان ذكور العالم الجديد كي لا يقال عنها معقدة أو متخلفة أو رجعية. وأنا هنا أقف الآن بهذا المقال أمام الليبراليين الحداثيين وقفة امرأة متحضرة متمدنة تعرف كيف تضع نظارات شمسية لتبدو أمريكية الشكل، تتحدث فرنسيتهم بسلاسة ولو أن الفرنسية لم تغرني يوما، تتحدث إنجليزيتهم بإتقان كي تتابع ما وصلوا إليه، تتوقع الموضا قبل صدورها وتسبق العصر فيماشيها قبل أن تماشيه! جابت العالم في ستة أشهر كمضيفة! عاشت في أكثر المدن العربية مدنية: "دبي"، ولم تنبهر! قابلت في الدرجة الأولى من الطائرة أغنى المشاهير ولم تُغَرّ! فإن جاء أحد ليجابهني بطرق الأرستقراطيين وأحاديث البرجوازيين ولباس آخر زمن ومعلومات "جوج دريال" التي تعج بها صالونات الأنذال.. لغلبته! سأقف هنا لأقول لكم أيها الليبراليون المزاليط يا من تدعون الحضارة ويا برجوازيي آخر زمن: أني أرى في الاختلاط قمة "التعربين"! وأعتبر لجوء امرأة عند طبيب رجل، أو ضحك مشترية مع بائع رجل، ومزاح زميلة مع رفيق رجل قمة الشعبية والسوقية والتخلف! وأرى في لجوء امرأة عند طبيبة واعتياد امرأة لصالون نساء، وتعامل امرأة مع بائعة مثلها، ثم للرجل نفس الأمر، قمة الرقي والتحضر والتمدن والأرستقراطية! *** ثم أوجه رسالتي الآن إلى قلوب مومنة: أعلم أن جلنا قد انجرف مع هذا السيل العرم من الاختلاط في زمن أصبحت فيه كرامة المرأة تساوي احتكاكها بالرجل. وانفصالها وانعزالها أسموه القمع والسجن والعبودية. وأعلم أننا إن أردنا العودة إلى ديننا الحق في هذا الزمان، زمن فتنة الدجال، علينا العمل بما عمل به أصحاب الكهف إذ اعتزلوا قومهم وما يعبدون إلى الكهف فنشر لهم ربه من رحمته وهيأ لهم من أمرهم مرفقا. لكني أحببت فقط الاطلاع على رأي الرجال في كل هذا: هل لازالت غيرتكم على حرماتكم تؤرق بالكم من هذا النوع من الاختلاط، أم أن الغيرة خبت وطفت وسكنت وهدأت وتحولت إلى فهم للظروف وتقبل للأوضاع ورضوخ للواقع واستسلام للمجتمع. وهل في المقابل تمنعون أنتم أنفسكم عن الاختلاط هذا، أم أنكم تحرمونه على نسائكم لانعدام ثقتكم في باقي الرجال، بينما تثقون في أنفسكم فتختلطون مع النسوة لأنكم أعظم من كل الرجال!!! سيقول الرجال: النساء هن المسؤولات "شحال قدنا ديال غض البصر"، وهن من يتعرين في الشوارع ويلبسن لباسا فاضحا، وهن من أردن العمل... وهن من طالبن بالمساواة. لكن، كيف يعقل للرجال أن يتحججوا بما تفعله النساء إن كانوا رجالا ممن ذكر الله في كتابه العزيز، قوامون مقسطون. لو كل رجل ستر أمه وأخته وزوجته وابنته لما حصل ما حصل. ولما خرجت النساء إلى الشوارع هاتفات باسم الحرية. وأما تناقض النساء إنما دليل على خلل في حرماتهن، أي في الرجال وفي المجتمع. فالنساء شقائق الرجال في الإيمان والعصيان. بل إن المرأة أكثر جموحا وتمردا. في مجتمع معاق تُفتح الأبواب لتمردها فتظهر وتأثم. وفي مجتمع سليم يُكبح جماح التمرد فتنجو وتسلم. وما هذا المجتمع المعاق إلا من أهواء الرجال فهم القوامون جسدا وعقلا ومالا. وأما عن الحرية فالمرأة بذكائها وفطنتها ألهمها الله شخصية مرنة تتحايل على الحرية لتغنم منها قدرها وما استطاعت. فإن وجدت من يحفظها حُفظت، وإن لم تجد طغت وفتنت. وما باليد حيلة إلا أن تعود الرجولة! كيف إذن يمكن تحميل المرأة كل الذنب والرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض (الصحة الذاكرة التحمل) وبما أنفقوا من أموالهم. كيف يمكن تحميل المرأة كل الذنب ونحن نرى كل يوم ذكورا يتكالبون على النساء في الشوارع وهن بجلابيبهن وحجابهن. وإن قال البعض إن اللباس الساتر المحترم يقي المرأة شر فتنة الرجال أقول له كذبت. والله ولو ظهر منها الرأس ولا شيء غير الرأس لنالت حظها من النظرات والهمهمات ولتبعها بعض السفهاء داعينها إلى الفسق والفجور والعياذ بالله. ثم سؤالي إلى النساء: هل يحز في قلوبكم موت الغيرة في قلوب رجالكم من آباء وأزواج وإخوة وأبناء فتعملن وتشترين وتخرجن وتجئن بغمة في القلب متمنيات لو وجدتن رجالا ممن عهدهم الله القوامة عليكن فوفوا بالعهد. أم أن أغلبكن من نساء المساواة وعولمة الفسق والانحلال والعهد الجديد والجيل العجيب الذي يأبى إلى أن يصافح ويقبل ويعانق ويبجل الاحتكاك الذي لم يعد يولد الحرارة لبرود الرجولة والأنوثة في الدماء. مايسة