تعيش منطقة «سبت جزولة»، إقليمآسفي على صفيح ساخن جراء الانفلات الأمني الذي تشهده المنطقة هذه الأيام، كان أخرها ماحدث، يوم الثلاتاء الماضي، عندما أقدمت عصابة مكونة من 30 شخصا بمحاصرة ثلاثة عناصر من الدرك الملكي، وإرغامهم على إطلاق سراح أحد أشهر المبحوث عنهم والمصنف في خانة «خطر»، الذي تم إلقاء القبض عليه وتصفيد يديه بإحدى المقاهي الشعبية. بعد أخد ورد وتهديد أخدت الحشود الغاضبة ترشق الدركيين بالحجارة وتطور الأمر إلى إمطار أحد الدركيين بالماء الساخن، وهو ما جعل زملائه الدركيين يستجبون لتهديدات المحاصرين خوفا على سلامتهم حيث تمت إزالة الأصفاد عن المبحوث عنه وإطلاق سراحه ووسط نشوة إنتصار والفرح تم تهريب المجرم إلى وجهة غير معلومة.
وقد علمت " كود " أن الدركيين الثلاث المحاصرين عندما شعروا بخطورة الأمر طلبوا النجدة والمساعدة والدعم إلا أن تعزيزات أمنية من رجال الدرك أسفي – 20كلم - قد تأخرت لما يربوا عن ساعة ونصف . أتت بعد أن إنفض الجمع ولم يبقى إلا أثر التخريب ولم يجدوا أمامهم سوى أخد صور ونقل زميلهم المصاب إلى مستشفى محمد الخامس.
وفي السياق ذاته، ما زالت قضية مقتل صاحب محل التصوير الفوتوغرافي بسبت جزولة على يد أحد الباعة المتجولين، بعد شجار وقع بينهما، إثر قيام البائع المتجول بوضع سلعته في الشارع العام وأمام محل الضحية، ما جعل الجاني يتسلح بألة حادة "حديدية "، ويوجه له ضربة إلى الرأس، أدت إلى وفاته. وأثار هذا الحادث المؤلم إستنكارا شديدا من طرف التجار "سبت جزولة "، الذين حملوا المسؤولية الكاملة إلى تواطؤ السلطات المحلية مع الباعة المتجوليين في احتلال شارع العام، ما يتسيب في الفوضى. وفي موضوع آخر، اهتزت المدينة نفسها على إقدام سالم العلولي (56 سنة) وأب لثلاثة أبناء، على إضرام النار في جسده، بعد أن اقدمت لجنة من البلدية بهدم زريبة للأغنام توجد في محل سكناه 40 مترا بحي يسمى الشيشان بحجة البناء العشوائي. الضحية سالم شعر بالظلم و"الحكرة "، لكون أن إحتلال الملك العام بسبت جزولة يجري تحت أعين وبمباركة السلطات المحلية. وكان سالم بنى زريبة "العشة " عبارة عن قطع خشبية مغطاة بقطع بلاستيكية ليضع فيها نعجتين وخروفا حرر في حقه محضرا واعتبر انسانا غير صالحا ويساهم في تشويه المنظر المنطقة ببنائه العشوائي .و رغم أن العلولي سعى عبر القنوات القانونية للحصول على رخصة للبناء الا أنه فشل في ذلك . يقول أحد الشاب 20 فبراير بسبت جزولة : راه "مفهمش راسوا أوبغا تساوا مع دوك لبناو ّ مشاريع تجارية ضخمة بدون تراخيص ، راهم بناو وفوق ممرات الراجلين وعلى أملاك جماعية ومنهم من شيد طوابق متعدد بدون تصاميم البناء راهم حيتان كبار أسماء كبيرة لها حماية خاصة " .
يقول اخوا الضحية "سالم أحس بالحيف والطلم والغبن و بكرامته تنتهك من طرف شيخ القبيلة ورجال السلطة والدركيين وموطفي البلدية أمام أعين أبنائه الصغار ولأن عملية الهدم إستهدفته للمرة الثانية على التوالي"
و لم يجد سالم بعد مغادرتهم وسيلة ليعبر بها عن سخطه على المعاملة وعلى التمييز بين المواطنيين فصب عليه مادة حارقة شديدة الاشتعال (البنزين) . وقد أصيب بحروق بليغة نقل على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة أسفي و لكن نظرا لصعوبة حالته نقل في نفس الليلة إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء ليظل منذ ذلك الحين بالعناية المركزة حيث وافته المنية، اليوم السبت 17 يونيو2011، بالمستشفى متأثرا بالحروق التي أصيب بها.