— افتتحت الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية أشغالها اليوم الخميس بواشنطن، برئاسة مشتركة لكل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، وكاتب الدولة الأمريكي، جون كيري. وقد أكد جون كيري، أنه "بغض النظر عن الصداقة العريقة بين البلدين، انخرطنا في هذا الحوار الاستراتيجي لأن قائدي البلدين تحدوهما الإرادة لبناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا، يرقى إلى تطلعات مواطنينا". وأبرز كيري أن هذا "الحوار الخاص" متجذر في صداقة تاريخية تعود إلى عام 1977، وهي السنة التي كان فيها المغرب أول بلد يعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأبرز أن المغرب يعتبر البلد الإفريقي الوحيد الذي وقع اتفاق تبادل حر مع الولاياتالمتحدة، ويحظى بوضع حليف رئيسي لواشنطن من خارج حلف شمال الأطلسي، مضيفا أن المملكة أكملت بنجاح الاتفاق الأول مع حساب تحدي الألفية، واستضافت مؤخرا قمة ناجحة للمنتدى العالمي لريادة الأعمال، كما احتضنت لقاء دوليا مهما حول التغيرات المناخية. وقال كيري أن الحوار الاستراتيجي، الذي يأتي في وقت مناسب، يركز على أربعة محاور أساسية ستتم مناقشتها ضمن أربع مجموعات عمل، ويتعلق الأمر بالمجموعة السياسية، والمجموعة الأمنية، والمجموعة الاقتصادية والتجارية والمالية، والمجموعة الثقافية والتربوية. كما أشاد بالدور الذي يضطلع به المغرب باعتباره رئيسا مشتركا لمبادرة المنتدى العالمي لمكفاحة الإرهاب حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وكذا الجهود المثمرة للمملكة في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب بشكل عام. وأكد أنه يتعين مضاعفة الجهود الجهود، خاصة من أجل تأطير الشباب لكي لا يستسلموا إلى شبكات تجنيد المجموعات الإرهابية وبخصوص ليبيا، أشار كيري إلى الدور الهام للمملكة عبر احتضان مفاوضات الحوار السياسي بين الأطراف الليبية تحت رعاية الأممالمتحدة.. و ذكر الوزير صلاح الدين مزوار بأن الحوار السياسي بين الأطراف الليبية ينعقد بالمغرب في جو من الهدوء والمسؤولية، داعيا إلى تشجيع ودعم هذا الحوار، على اعتبار أن الشعب الليبي يطمح إلى السلام والاستقرار. وأوضح في هذا الصدد أنه "وفاء لقيمنا ومبادئنا، نود مواكبة أشقائنا الليبيين في مسعاهم نحو التوصل إلى حل سلمي وسياسي، وكذا تأمين مستقبل مستقر ومزدهر للشعب لليبي". وبخصوص اليمن، أكد مزوار على الضرورة الملحة لاستعادة النظام والاحترام التام للشرعية بهذا البلد، معتبرا أنه من غير المقبول أن تعمل أقلية على زعزعة ركائز دولة ذات سيادة، وهو ما سيقود إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن. وأشار إلى أن المغرب قرر، في هذا السياق، تقديم المساعدة للتحالف من أجل التوصل إلى حل للأزمة وإقرار الشرعية المؤسساتية. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أشار مزوار إلى أن المغرب قدم حلولا وإجابات ملموسة عبر مقترح الحكم الذاتي، وهو المخطط الذي يتماشى وروح الاندماج وتسهيل بناء الفضاء المغاربي. وأوضح أن "المغرب أعرب عن الأمل في المضي قدما، ونود أن نشكركم على التزامكم باسم هذه الدينامية التي نريدها للمنطقة بهدف تسوية هذا المشكل المفتعل منذ أربعين سنة".