أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، بالرباط، التزامهما المشترك لفائدة الاستقرار والأمن في إفريقيا، حسب بلاغ مشترك صدر في أعقاب الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين البلدين، التي انعقدت تحت رئاسة كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، صلاح الدين مزوار، وكاتب الدولة الأمريكي، جون كيري. وفي هذا السياق، أكد الجانبان، نهاية المناورات العسكرية "أفريكان ليون" (الأسد الإفريقي) في نفس هذا اليوم بمشاركة 18 بلدا، مشيرا إلى أن هذه التداريب تعكس "رؤية للتعاون المدعم تستهدف تعزيز أمن شعوب المنطقة". وشكلت الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي أيضا مناسبة للطرفين لبحث الجهود الهادفة إلى تحديد آفاق جديدة لتعاونهما في مجال الأمن المدني، بما في ذلك العدالة الجنائية وجهود تعزيز دولة القانون. وبحث الجانبان الأمريكي والمغربي بهذه المناسبة اقتراحا مشتركا حول تظافر الخبرة المغربية والأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب بشكل يسهل الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز الأمن الإقليمي. وأشار البلاغ المشترك إلى أن انعقاد الدورة الخامسة للجنة التنسيق التابعة للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب خلال الأسبوع الجاري في الرباط يشكل في واقع الأمر دلالة رمزية لهذا التعاون المتواصل بين الرباط وواشنطن. من جهتها أشادت الولاياتالمتحدة، بالدور القيادي لجلالة الملك محمد السادس وبالجهود التي يبذلها جلالته لصالح تعزيز الديمقراطية، والنهوض بالتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية. وأوضح بلاغ مشترك أن "كاتب الدولة (جون كيري) جدد التأكيد على تقدير الولاياتالمتحدة لأعمال جلالة الملك ودوره القيادي في تعميق الديمقراطية والنهوض بالتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية خلال العشرية الأخيرة". وبحث السيدان مزوار وكيري في هذا السياق، مواصلة تفعيل دستور 2011، فضلا عن سبل الدعم الذي يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه في تقوية المؤسسات الديمقراطية بالمغرب، والمجتمع المدني وثقافة حقوق الإنسان. وأشاد رئيس الديبلوماسية الأمريكية في هذا الصدد بمصادقة مجلس الوزراء على مشروع قانون يلغي متابعة المدنيين أمام القضاء العسكري باعتباره "خطوة أخرى هامة في اتجاه تجسيد رؤية جلالة الملك لمغرب يتلاءم مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات في مجال حقوق الإنسان". كما أشار السيد كيري إلى الاهتمام المتواصل للحكومة الأمريكية بنتائج الحوار الوطني حول المجتمع المدني، وتطوير مناخ ملائم بين الحكومة والمواطنين. وحرص المسؤول الأمريكي أيضا على الترحيب بالجهود المتواصلة للمغرب من أجل إحداث تغييرات واسعة النطاق في نظامه الخاص بالهجرة واللجوء، ستكون لها آثار إيجابية بالنسبة للمهاجرين الشرعيين أو غير الشرعيين، واللاجئين، وطالبي اللجوء. كما أكد الطرفان مجددا على رغبتهما في العمل سويا من أجل النهوض بحقوق الإنسان على المستوى الدولي، خاصة داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.