سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيري يترأس وفد بلاده إلى الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا وزير الخارجية الأمريكي في أول زيارة للمملكة من أجل تعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين
من المرتقب أن يقوم جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، بأول زيارة للمغرب ليلة بعد غد الخميس، حيث يترأس وفد بلاده إلى الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدة المقرر في الرباط يوم الجمعة المقبل، تحت شعار "تعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين"، فيحين يترأس الوفد المغربي المشارك في الحوار، صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وتعد هذه الزيارة الأولى للمغرب بالنسبة إلى رئيس الديبلوماسية الأمريكية منذ توليه هذا المنصب خلفا لهيلاري كلينتون. ومن المتوقع أن تشهد هذه الزيارة التي تحمل دلالات سياسية كبيرة، مباحثات حول مجموعة من القضايا المشتركة التي تهم البلدين، المتعلقة أساسا بمواضيع تكريس التعاون في مجالات محاربة الإرهاب، وتعزيز التعاون الأمني والتجاري، إلى جانب استعراض الأوراش الكبرى بالمغرب، خاصة في مجال حقوق الإنسان وتعميق الحريات. ويرى متتبعون أن هذه الزيارة ستعطي بعدا جديدا للحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، الذي جرت أطوار جولته الأولى بواشنطن، يوم 13 شتنبر 2012، وعبر خلالها الطرفان عن رغبتهما المستمرة في استثمار كل الفرص المتاحة لتعزيز وتطوير علاقات التعاون الممتازة وذات المنفعة المتبادلة، كما أشادت خلالها الولاياتالمتحدة بالإصلاحات المهمة والمبادرات التي قام بها جلالة الملك، والتي سبقت إبرام الشراكة الاستراتيجية. ويعتبر الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة تكريسا لرؤية موحدة للجانبين، من أجل تعزيز العلاقات المتميزة القائمة بين الرباط وواشنطن على جميع المستويات، خصوصا السياسية والاقتصادية والتجارية، كما أن هذا الحوار جاء تدشينا لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ توقيع اتفاقية السلام والصداقة سنة 1786. وأكد البيان المشترك للدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة أن "الولاياتالمتحدة تنوه بالإصلاحات المهمة التي قادها جلالة الملك بالمغرب "، وذكرت هذه الوثيقة بأن الرباط وواشنطن عبرتا عن "إرادتهما المشتركة" لدعم علاقاتهما الثنائية، في إطار "حوار معمق، استراتيجي، ومفيد للطرفين"، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتربوية، وكذا للعمل سويا من أجل "تحقيق الأهداف الواعدة للدستور المغربي الجديد". ويشكل هذا الحوار، أيضا، منصة مهمة في صرح العلاقات المتميزة بين المغرب وأمريكا، في إطار شراكة متجددة قوامها المشاورات المتواصلة، من أجل تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية، وتنسيق أفضل لمواقف البلدين بخصوص المواضيع والقضايا الدولية متعددة الأطراف وذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة جون كيري، أيضا، عقب زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في نونبر الماضي، التي أعلن فيها البيت الأبيض دعمه لمقاربة الرباط لحل قضية الصحراء المغربية، القائمة على مبدأ الحكم الذاتي، كما أشاد بالإصلاحات الديمقراطية التي تعيشها المملكة. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني أكد حينها، أن خطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء المغربية "جدية وواقعية وذات مصداقية". وتوجت الزيارة الملكية للولايات المتحدة بإشادة الرئيس أوباما في البيان المشترك بعمل وريادة جلالة الملك في مجال تعزيز الديمقراطية، وعمله المتواصل لترسيخ التقدم الاقتصادي والتنمية البشرية، خلال العقد الأخير. ومن المنتظر أن تتمخض عن زيارة جون كيري للمغرب مجموعة من المبادرات السياسية والاقتصادية لصالح البلدين، إذ ينتظر أن تعمق المشاورات التي ستجمعه مع نظيره، صلاح الدين مزوار، آفاق الشراكة الاستراتيجية والاستثنائية القائمة بين البلدين، وتدعيم الرغبة المشتركة، التي تستمد شرعيتها ودلالتها من معاهدة السلام والصداقة، التي تربط البلدين لأكثر من 225 عاما. وستساهم في تعميق أسس الشراكة وإعطاء دفعة للعلاقات بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي.