حرب تصريحات بين المعارضة الاسبانية والأغلبية الحكومية تكللت بأزمة صامتة بين المغرب وإسبانيا، والسبب في ذلك هو منتدى "كرانس مونتانا" الذي نظم بالداخلة قبل أيام. وزير الخارجية الاسباني مارغايو كان قد عقد ندوة صحفية هاجم فيها رئيس الحكومة السابق المنتمي إلى الحزب الاشتراكي العمالي "ثاباطيرو" وقال عن مشاركته في منتدى كرانس مونتانا أنها لا تمثل إسبانيا والحكومة الاسبانية التي تبقى محايدة في موضوع الصحراء وتدعم موقف الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي. وتبرأ وزير الخارجية الاسبانية من "ثاباطيرو" مؤكدا في ذات الندوة الصحفية بأن "ثاباطيرو" ليس مبعوثا رسميا من طرف الحكومة، كما جرت العادة سابقا بإعتماد الحكومة على زعماء المعارضة لإرسالهم للدول التي تربطها صداقة أو مصالح مع المعارضة الاسبانية. وكانت الندوة الصحية التي عقدتها الدبلوماسية الاسبانية قد أثرت بشكل كبير على الرأي العام الاسباني، حيث إرتفعت حدة التنديدات بزيارة ثاباطيرو للمغرب، وأصدرت بلاغات متواصلة أبرزها بلاغ لمنظمة إسبانية لحقوق الانسان يترأسها فرانسيسكو بيريز إستيبان. تصريحات "مارغايو" يبدو أنها أثارت إستياء الدولة المغربية التي خرجت منذ أشهر من أزمة مع فرنسا ويبدو أنها دخلت في أزمة أخرى مع إسبانيا لكنها هذه المرة أزمة صامتة، وذلك بسبب التصريحات المعارضة لمشاركة ثاباطيرو في المنتدى، الامر الذي سيعتبره المغرب محاولة إسبانية لتبرئة نفسها أمام البوليزاريو والمجتمع المدني الاسباني وإهمال لمصالح حليف أمني كبير لإسبانيا وهو المغرب، حيث سيجعل هجوم الحكومة على ثاباطيرو الساسة والزعماء يفكرون كثيرا قبل مشاركتهم في أي قمة لنقاش مشكل الصحراء ينظم في المغرب. وفي الوقت الذي كانت إسبانيا قبل أشهر تفتخر بكون المغرب ليس له صديق في أوروبا أفضل من إسبانيا وذلك نكاية في الفرنسيين، فإن الحال سينقلب بسبب تهور الدبلوماسية الاسبانية، ومن الممكن أن يتم قطع التقارير الاستخباراتية عن المخابرات الاسبانية، والتي ساعدتها بشكل كبير جدا في القضاء على العشرات من الخلايا الارهابية. ومن النتائج الراهنة للازمة بين البلدين هي إلغاء وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لزيارته الرسمية لإسبانيا، في حين كان هناك حديث عن سفر بوعيدة نيابة عنه لإسبانيا ليتم إلغاء سفرها أيضا.