انتظرت الجزائر، عبر تجييش وسائل إعلامها الرسمية وغير الرسمية، تنظيم مدينة الداخلة المغربية لمنتدى "كرانس مونتانا" العالمي، والذي تختتم فعالياته يوم السبت، لتجرب طريقة تنسف بها العلاقات بين المغرب واسبانيا، والتي شهدت في الشهور الأخيرة تحسنا مضطردا. واغتنمت وسائل الإعلام الجزائرية، مدفوعة من حكام قصر المرادية، احتضان المملكة لهذا المنتدى السويسري، الذي حضرته عشرات البلدان ومئات الشخصيات العالمية من كل حدب وصوب، لتحاول الإيقاع بين الرباط ومدريد، عبر نسب تصريحات لوزير الخارجية الاسباني بخصوص منتدى الداخلة. ونسبت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات لرئيس الدبلوماسية الاسبانية، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، حيث زعمت أنه انتقد مشاركة رئيس الوزراء الاسباني السابق، خوسي لويس ثاباتيرو، في منتدى "كرانس مونتانا"، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي طلب إلغاء المنتدى". وادعت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، وسارت في موكبها عدد من الصحف والمنابر الإعلامية الأخرى، أن وزير الخارجية الاسباني قال إن منتدى "كرانس مونتانا" غير شرعي بموجب القانون الدولي، ويتعارض مع جهود المجتمع الدولي لحل نزاع الصحراء". وظهر جليا أن وسائل الإعلام الجزائرية افترت على وزير الخارجية الاسبانية لما نسبت له قولا يفيد بأن "إسبانيا تؤيد الوصول إلى حل متوافق عليه بين طرفي النزاع، يكفل حق تقرير المصير للشعب الصحراوي وفقا لميثاق الأممالمتحدة وقرار مجلس الأمن". وفطن مراقبون إلى أن وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية نسبت هذه التصريحات المزعومة لوزير الخارجية الاسباني، والتي هي عبارة عن مقتطفات من بيان للاتحاد الأفريقي معادٍ للمغرب وصحرائه، حيث عمدت صراحة إلى التلاعب في نص تصريحات رئيس الدبلوماسية الاسبانية. ودخلت وكالة الأنباء الرسمية المغربية على خط هذه الموضوع، حيث وصفت في مقال لها، ما قامت به وكالة الأنباء الجزائرية بأنه "دوس على كل أخلاقيات المهنة، ومحاولة صبيانية تلاعبت من خلالها بكل مبادئ المهنية، وانتهاك جديد لقواعد الأخلاقيات الأساسية". وزادت وكالة الأنباء المغربية بأن "الجزائر لا تزال غارقة في رؤية تقسم العالم وفق منظور الحرب الباردة، عبر محاولة عبثية وعقيمة لإفساد منتدى كرانس مونتانا"، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحترف فيها وكالة الأنباء الجزائرية الخديعة والحيل الكاذبة". ولفت المصدر إلى زيارة كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري إلى الجزائر في أبريل الماضي، حيث سارعت وكالة الأنباء الجزائرية ونسبت إلى الدبلوماسي الأمريكي عبارة "شفافية الانتخابات الرئاسية"، التي كانت ستنعقد في أعقاب زيارته للعاصمة الجزائر، وهو ما نفته الترجمة الرسمية للخارجية الأمريكية.