دون خجل أو حياء، نسبت وكالة الأنباء الجزائرية للوزير الإسباني مقتطفات من بيان للاتحاد الإفريقي معادي للمغرب ولصحرائه، في محاولة صبيانية تلاعبت من خلالها بكل مبادئ المهنية. وسنترك هذا النص الذي تم التلاعب فيه لتقدير وزير الشؤون الخارجية الإسباني، الذي سيعمل، لا محالة، على كشف هذه الخديعة، وتوضيح حقيقة الأمور. فمن خلال هذا الانتهاك الجديد للقواعد المهنية والأخلاقيات الأساسية، تؤكد وكالة الأنباء الجزائرية أنها لا تزال غارقة في رؤية تقسم العالم وفق منظور الحرب الباردة، عبر محاولة عبثية وعقيمة لإفساد منتدى كرانس مونتانا، الذي تستضيفه مدينة الداخلة، جوهرة الأقاليم الجنوبية، حيث يلتقي ما لا يقل عن 112 بلدا، و800 مشارك من جميع أنحاء العالم. ولعله من نافل القول إنها ليست المرة الأولى التي تحترف فيها وكالة الأنباء الجزائرية الخديعة والحيل الكاذبة، حيث أنها خلال زيارة كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري إلى الجزائر في أبريل الماضي، سارعت ونسبت إلى الدبلوماسي الأمريكي عبارة "شفافية الانتخابات الرئاسية"، التي كانت ستنعقد في أعقاب زيارته للعاصمة الجزائر. وجاءت الترجمة الرسمية للخارجية الأمريكية لتصحح أراجيف الوكالة الجزائرية وتضع تصريحات كيري في سياقها الحقيقي، إذ قال "إننا نترقب أن تكون انتخابات شفافة وملائمة للمعايير الدولية". وفي مواجهة هذه الفضيحة، بررت وكالة الأنباء الجزائرية خطأها، وبدون خجل، بإلقاء اللائمة على وقوع خطأ في الترجمة الفورية. وبنسب تصريحات لوزير الخارجية الإسباني لا علاقة له بها، تكون وكالة الأنباء الجزائرية قد أبانت عن ميلها المعتاد للكذب، وعن عدم الاكتراث بأخلاقيات المهنة، بل عن الكراهية الدفينة للماسكين بزمام أمورها إزاء النجاح الذي يشهده المغرب على الساحة الدولية، باعتباره شريكا محترما وبصوت مسموع، ولا أدل على ذلك حجم المشاركة ومكانة المشاركين في منتدى كرانس مونتانا. وبهذا تكون وكالة الأنباء الجزائرية، بكل أسف، قد بلغت الحضيض في الممارسة المهنية، حيث لم تتورع مرة أخرى عن الكذب والتضليل الدنيء، الذي يذكر بالمجتمعات الدكتاتورية إبان الحرب الباردة.