سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ماذا تريد النساء بالضبط، ماذا يردن من بنكيران! المرأة المحترمة والثريا والتي تطبخ لزوجها وتتجمل له لا تسمح لنفسها بالخروج في مسيرة 8 مارس فخلف كل امرأة تشارك فيها في نظر بنكيران يوجد إلياس العمري
ماذا يردن بالضبط. ماذا تريد النساء. ماذا يردن من الرجل. ماذا يردن من بنكيران. السؤال الذي طرحه فرويد قبل قرن من الآن، دون أن يعثر على إجابة، هاهو رئيس الحكومة يطرحه من جديد، حاملا معه الجواب الشافي. إنهن يردن رأس بنكيران، بعد أن فشلت المعارضة في مواجهته. فخلف كل امرأة تشارك في مسيرة 8 مارس في نظر بنكيران يوجد إلياس العمري. وخلف كل امرأة يوجد شباط. وخلف كل امرأة يوجد لشكر. ولو لم يكن هذا الثلاثي موجودا لاخترعه رئيس الحكومة، إنهم يساعدونه في ما يقوم به، وبمساعدتهم يحصل دائما على الأجوبة المناسبة. خاصة إلياس العمري، يحتاجه بنكيران كثيرا، وفي كل مأزق وفي كل أزمة يلجأ إليه ويستعين بخدماته. ولو لم يكن إلياس العمري موجودا لما استطاع رئيس الحكومة أن يتكلم في أي موضوع، ولصمت، ولما وجد جوابا. ومن حسن حظه أن هذا الثلاثي موجود، وكلما حدث طارىء، وكلما ظهرت معارضة، يلجأ إليهم ويوظفهم، وها هو يفضحهم ويكشف لنا أنهم خلف النساء. وها هو يخبرنا أن مسيرة النساء مسيرة سياسية، وأنهن موظفات لمهاجمته. وهاهم في العدالة والتنمية يعزفون نفس اللحن، ويكشفون لنا أن النساء يمارسن السياسة. كأن دور النساء هو أن يطعن بنكيران ولا يمارسن السياسة، ولا يكون لهن رأي مخالف، وأن يصفقن له. لقد كانت الحركات النسائية موجودة في المغرب وكانت الجمعيات وكانت الأحزاب التقدمية قبل أن يخلق حزب بنكيران، وكانت دائما تحتفل كل ثامن مارس، وتخرج في المسيرات، وكانت النساء يمارسن السياسة، ويرفعن الشعارات ويطالبن بحقوقهن، ولا يقبعن في بيوتهن. وعندما جاء بنكيران، وجاء حزبه، صرنا نسمع منه أن النقابات تمارس السياسة، والنساء يوظفن سياسيا، كما لو أن النقابات في المغرب كانت في الماضي تمارس اليوغا، والنساء يتظاهرن في يوم المرأة من أجل جني الخبيزة في فصل الربيع. لقد تساءل فرويد عن ماذا تريد المرأة بالضبط، وبعد كل هذه المدة أجابه بنكيران. لكن ماذا يريد بنكيران بالضبط وماذا يريد حزبه. إنهم يريدون ألا يحتج أحد، ولا يعارضهم أحد في هذا البلد، وأن يخلو لهم الجو، وأن ينسحب الناس جميعا من المغرب، كي يرتاح بنكيران، وترتاح بسيمة حقاوي، وترتاح الحكومة، وليمارسوا مهامهم في هدوء. يرغبون في انسحاب النساء، وانسحاب النقابات، وانسحاب الأحزاب، وانسحاب الإضرابات، وانسحاب التعددية والآراء المخالفة، حتى يعمل بنكيران بتركيز. ومن يحتج ومن يعارض فهو يمارس السياسة. ماذا تريد أن يمارسن يا بنكيران، ماذا تقترح، كي تمنحهن الحق في الخروج والتظاهر، نورنا، هل يمارسن الرقص، هل يطبخن في الشارع، هل يصمتن، قل لنا، ماذا تقترح. طبيعي جدا أن يمارسن السياسة وأن يوظفنها للتظاهر، وهذا ما يمارسه حزبك ونساء حزبك ومنتدى الزهراء، وكم من مرة وظفن سياسيا، وكم من مرة أخرجتموهن إلى الشارع. وإذا لم تتظاهر النساء المغربيات، ضد حكومة فيها وزيرة مكلفة بالمرأة، هي بسيمة حقاوي، تدافع عن زواج القاصرات، وبنات التسع، وتجد المبررات لاغتصاب طفولتهن، وتقول إن بينهن"فاخرات"، يتوفرن على أجساد ناضجة، وضد حزب ساند وتضامن مع السلفي الشيخ عبد الرحمن المغراوي صاحب فتوى زواج بنات التسع لأغراض انتخابية وربما عن قناعة راسخة. وإذا لم يخرجن في مسيرة للاحتجاج على وزير عدل، لم يجد أدنى حرج في بلاغ شهير، كي يوضح أن اغتصاب القاصر المنتحرة أمينة الفيلالي تم برضاها، كما لو أن القانون يسمح بالاعتداء الجنسي على القاصرات، شرط أن يقبلن بذلك. وإذا لم يخرجن، على الأقل لإعلان استغرابهن، من دولة في القرن الواحد والعشرين، تضم حكومتها وزراء، وفي مناصب حساسة، يعشقون جمع الزوجات في البيت الواحد، كما يعشق البعض جمع الطوابع البريدية والتذكارات. إذا لم تخرج النساء اليوم، وإذا لم يعبرن عن مخاوفهن، وإذا لم يبعثن برسالة يذكرن فيها من نسي أن المغرب يعيش فيه أيضا مجتمع حداثي وديمقراطي وله أحزابه وجمعياته وممثلوه، فمتى يخرجن، ومتى يمارسن السياسة. وهل يقعدن في بيوتهن هل يعلقن بعضهن البعض في السقف كثريات هل يصفقن لكل التراجعات التي حصلت هل يجمعن الطفلات الفاخرات ليزوجنهن وهل يمتنعن عن ممارسة السياسة والاحتفال بيومهن العالمي حتى يهدأ بال بنكيران وحتى لا يشتمهن الريسوني وحتى تشتغل الحكومة بهدوء ودون إزعاج من أحد. ماذا تريد من النساء يا بنكيران ماذا تريد منهن ماذا تقترح عليهن كي لا يوظفن قضاياهن سياسيا.