أصدرت محاكم السعودية خلال هذا الأسبوع ،حكمين جائرين ،الأول نطقت به محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب بالرياض ،في حق المحامي والناشط الحقوقي وليد أبوالخير ، حيث تم الحكم في حقه ب 15 سنة سجنا نافذا و ومنعه من السفر لمدة متساوية بعد اكماله فترة السجن، مع غرامة 200 ألف ريال سعودي. وليد وجهت إليه عدة تهم خيالية من بينها التحريض والقذف، غير أن السبب الحقيقي وراء محاكمته ، هو توليه الدفاع عن الناشط رائف بدوي ، مؤسس المنظمة اللبرالية السعودية،والذي حكم عليه السنة الفارطة ب10 سنوات سجنا، و1000 جلدة ،ونصف مليون دولار، بتهمة الإساءة إلى الإسلام ،عقب إنتقاده لعمل هيئة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر السعودية ، وإنتقائيتها واستشراء الفساد داخل هذا الجهاز القمعي في مملكة الرمال.
الحكم الثاني أصدرته المحكمة العامة في محافظة حفر الباطن( في حكم ابتدائي لها)، بإقامة حد الرِّدَّة على شاب سعودي في عقده الثالث، بعد ثبوت ردته، وذلك عقب مااعتبرته المحكمة تطاولا على الدين ،ومسا بمقداسات الأمة.. في حين أن جرم هذا الشاب اليافع ، هو إنتقاده لفهم الوهابية للدين الإسلامي ، ونشر فديو له على أحد مواقع التواصل الإجتماعي. كان رجال هيئة الأمر بالمعروف قد ألقوا القبض على هذا الشاب في القضية التي اشتهرت ب"مرتد حفر الباطن"، العام المنصرم، حيث تمت إحالة قضيته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام .
وطالب المدعي العام بإثبات إدانته بما نُسب إليه، والحكم عليه بحد الردة، وذلك بقتله بالسيف، ونظر القضية في محكمة حفر الباطن ثلاثة قضاة و"أثبتوا إدانته" بما نسب إليه، وحُكم عليه بحكم ابتدائي بقتله حدًّا لردته عن الدين الإسلامي.
في المملكة داعش لا تحتاج لترخيص، تقطع رؤوس المستضعفات الخادمات من البنغلادش والفيتنام في الشوارع ،بتهم لم تثبت في حقهن ،وتقطّع أيدي وأرجل عمال مغاربيون بسطاء ،دفعتهم الحاجة إلى هجرة بلدانهم ، بتهم السرقة والحرابة ، في حين تنتشر فديوهات ينكل فيها مواطنين سعوديين بموظفين وأجراء وعمال أجانب من بلدان إسلامية فقيرة..بالضرب والسب والتحقير ، دون أن تحرك هيئة اللامعروف واللامنكر ساكنا!
العقيدة الوهابية الحنبلية ، هي أس البلاء، وجامعة المصائب ،ورأس الشيطان ، ومشرق الشؤم ،ومنبع التطرف ،والثدي التي يرضع منها و تطعم الإرهاب الدولي ،وتضخ في شراينيه ، ملايير الدولارات ، من أجل الإساءة إلى الدين والدنيا ،وزرع بذور الخراب والهلاك ، في مشارق الأرض ومغاربها ، و وضع عصا التخلف والرجعية والظلام ،في عجلة التحضر والرقي الإنساني.