منذ إعلان الملك محمد السادس، يوم الجمعة 17يونيو 2011، عن دستور جديد سيتم إجراء الإستفتاء حوله في فاتح يوليوز، حتى خرج أشخاص يحملون الراية المغربية وصور الملك، رافعين شعارات بعضها ينم عن جهل كبير كما رفع في أول مسيرة بشارع الشجر «العدل والإحسان سيرو كولو البنان». وغيرت الدولة استراتيجيتها وبدأت تضيق درعا بمسيرات الحركة أو بهيمنة جماعة «العدل والإحسان» على حركة 20 فبراير، والتحكم فيها وفق أجندتها سياسية، هذه الاستراتيجية تقتضي بالسماح لكبار المفسدين بالدارالبيضاء وغيرها من المدن، خاصة المستشارين الجماعيين المعروفين الذين يملكون ما يشبه مليشيات، بالنزول إلى الشارع. المهنة بلطجي ظهر هذا في ثاني مسيرة بشارع الشجر بسباتة بالبيضاء يوم الأحد الأخير. أشخاص يأتمرون من مسؤولين في السلطة كلفوا بجلب أطفال وشباب وشابات يرددون بشكل ببغاوي شعارات لا يفهمونها. هناك فيديو معبر لشاب يرفع شعارات ضد «العدل والإحسان»، ولما سئل أحدهم هل يعرف «العدل»، رد بسذاجة «هي العدالة»، ثم أمضي في تفسيره الذي يناقض ما يرفعه من شعارات.
بعد الأحياء الشعبية بدأ ينزل حماة الدستور الجديد أو البلطجية كما يسمونهم أعضاء حركة 20 فبراير، يتجمهرون في الشوارع. منهم من ينتمي إلى جمعيات لا وجود لها في الواقع، لكنها أضحت تبارك الدستور الجديد. كاباريهات وبارات وفنادق وأرباب الحرف ومحلات تجارية وسيارات أجرة وحافلات النقل العمومي وطوبيسات. كل هؤلاء تحولوا إلى مدافعين شرسين على «الدستور الجديد»، يتنغون بالملك وبالملكية. كثير من هؤلاء لا يفعلون ذلك مجانا. شعب مائة درهما
جمعيات آخر ساعة نعت أعضاء حركة 20 فبراير لهؤلاء "البلطجية"، بنعت آخر "شعب مائة درهما"، فهم متهمون بالخروج إلى الشارع بمقابل مادي. "كود" التقت بعضا منهم في شارع إدريس الحارثي المعروف بشارع الشجر، وأكدوا أنهم يتقاضون مائة درهما. في زقاق بنفس الشارع، كان شباب يرقص ويغني على إيقاعات الراي والشعبي يحاملون صور الملك وجيليات كتب عليها "سكان جميلة 3 يحتفلون بالدستور الجديد"، سألت "كود" شابا ابن حي جميلة 3 بالبيضاء عما إذا كان هؤلاء يقطنون حقيقة في الحي، فرد "هادو ما عنديش معاهم. حنا ساكنين هنا، ولكن راهم قباح وكيضاربو بزاف وخرجوا بعد ما ضبرو عليهم ب"مائة درهم". شكون اللي عطاهم هاد لفلوس" سألت "كود" رد "شي مستشارين وشي وحدين معروفين فالحي". في هذا الحي خرجت جمعيات في طور التأسيس، فمن خلال شهادة لرئيسة جمعية ل"كود" فإن "جمعيات كثيرة ما زال ما تخلقاتش". هذه السيدة أكدت ل"كود" أنها "جات حقاش كالتها ليها السلطة نهار السبت". نفس العبارة سترددها عريفة معروفة في المحاكم. كانت هذه السيدة تقتحم مسيرة 20 فبراير المحصنة بأذرع بشرية حاملة صورة للملك وتصيح "عاش الملك"، وبعد أن أبعدها رجال أمن عن مسيرة "العدل" صاحت "واش جبتونا لهنا واللخر تجرونا".
ما أنفق على مخطط إحباط مسيرة شارع الشجر بالدارالبيضاء يوم أمس الأحد ثالث دجنبر كبير، فكل الأزقة نصبت فيها خيمة ودي دجي أو ما يشبهه وكراسي ومكبرات صوت وأعلام وجيليات كتبت عليها عبارات الاحتفال بالدستور، كما تم حمل أشخاص عبر حافلات وشاحنات وسيارات أجرة وكوتشيات.
جودار الملك
بعض المستشارين نصب خيمة كبيرة في حملة انتخابية سابقة لأوانها، كما فعل جودار، أحد نواب عمدة الدارالبيضاء وأحد أكثر الشخصيات كرها في مسيرات تنسيقية الدارالبيضاء التابعة ل20 فبراير، رفعت ضده شعارات تتهمه بالاغتناء في خمسة أيام وتطالب برحليه. هذا المستشار عن نفس المنطقة جاء بخيام كبيرة واحدة للنساء وأخرى للرجال وأخرى للفرق الموسيقية بنفس المنطقة. كان الدقايقية يتغنون به وبأفراد عائلته. ملك في هذه المنطقة الشعبية. طبعا ليس لسياسته التي حولت سباتة إلى مثال في التسيير، بل لكونه اعتمد على فئة من الحياحة، يحضرهم معه حتى في بعض اجتماعات مجلس المدينة.
أمثال جودار خرجوا في مدن كثيرة من المغرب، عادت لهم الروح بعد أن اعتقد المغاربة أن زمن التسيب ولى وحان المحاسبة.
كثير ممن صوت بإيمان على الدستور الجديد يطرح اليوم أسئلة كثيرة "أنا خايف والثقة ديالي فالدولة تهزات، واش هاد الدستور ديال مغرب جديد ولا ديال الشماكرة" يقول إطار في مؤسسة بنكية ل"كود". هذا الشاب لا يفهم "كيف لدستور متقدم أن يتم تشويهه وبهدلته بتلك الطريقة". هذا سؤال جوابو عند صحاب الحال.