قمة ازدواجية الخطاب تلك التي تسم موقف حزب العدالة والتنمية مما يجري بمصر، فبعد اللبس الذي طبع موقف كاتم اسرار بنكيران عبد الله بها الذي أعتبر ما يجري بمصر انقلاب على الشرعية ثم احصى أخطاء الإخوان في مصر، بدت مواقف مسؤولي العدالة والتنمية، من بينهم العمراني و بنخلدون والرحموني وافتاتي مناقضة لموقف حكومة بنكيران وبلاغ خارجية العثماني الذي سار في اتجاه التأييد الضمني لحركة الجيش المصري المساندة لثوار مصر، وهو ما وصفه الرحموني بالمكيافيلية في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا، معتبرا أن الخارجية المغربية ما تزال تدار بمنطق ما قبل الربيع العربي. المواقف المنتقدة لإخوان بنكيران لبلاغ العثماني تنم عن ميكيافيلية في التعامل مع الحدث لأنهم يعلمون أنهم لا يتحكمون في القرار الدبلوماسي ولو كان الأمر كذلك، لتسببوا للمغرب في عزلة دولية كما قال الراحل الحسن الثاني لأحزاب الكتلة لما طالبت بوزارة الخارجية إبان المفاوضات حول التناوب.
من جهة أخرى، يبقى موقف حزب العدالة والتنمية ملتبسا، فقد خرجت شبيبته امس الجمعة للتضامن مع إخوانهم في مصر، من تطورات الوضع في ارض الكنانة، يخفي وراءه تخوفا من ان يصلهم قيض صيف سيكون حابلا بالأحداث التي قد تؤدي تيارات الاسلام السياسي ثمنها غاليا، في ظل غياب شرعية الانجاز لدى الحكومة نصف الملتحية ، وبروز توجهات متشددة اخل الحزب الحاكم تدعو إلى العودة إلى الشارع.
تضامن إخوان بنكيران مع إخوان مرسي يكشف من جهة أخرى ارتدادات زلزال مركز الإخوان بالقاهرة على أطرافه و فروعه في باقي الدول العربية خاصة مع استحضار التحولات التي عرفتها دولة قطر في ظل عاهلها الجديد وانكماشها المتوقع في رسم معالم خارطة طريق ما بعد الربيع العربي لفائدة عودة مرتقبة للسعودية.