في الوقت الذي تغلي فيه مصر فوق صفيح ساخن في انتظار المسيرة المليونية المطالبة بتنحي الرئيس المصري والتي ينظمها تيار " تمرد" القريب من القوى المدنية والسياسية المناهضة لاخوان مرسي، استضاف حزب العدالة والتنمية امس محمد البلتجي قيادي حزب الحرية والعدالة المصري المقرب من الاخوان. واعلن حزب بنكيران انحيازه لاخوان مرسي والحرية والعدالة في مواجهة المطالبين بمحاكمة زعيم الاخوان ورئيس دولة مصر، وهذا ما يستشف من تصريح رضا بنخلدون المكلف بالعلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية، الذي قال في كلمة استقباله ل البلتجي، التي نقلها الموقع الرسمي للحزب :" إن حزب الحرية والعدالة ينظر بتقدير كبير للتجربة المغربية و للمنهج الذي يسير عليه حزب العدالة و التنمية الذي استطاع ان يحافظ على شعبيته رغم العرقلة وسياسة الاستهداف التي يتعرض لها" معلنا دعم الحزب لحرب الاخوان ضد معارضي مرسي من خلال إشادته بما قاله البلتجي الذي اعلن دعمه لاخوانه في العدالة والتنمية منوها بتجربتهم في الحكم التي اعتبرها نموذجا يقتدى به من طرف اخوان مصر. واشاد البلتجي بما وصفه " تحولا ديمقراطيا بمصر"! رغم محاولات العرقلة التي تنهجها، على حد تعبيره، بعض الجهات، و هو الموقف ذاته الذي يتمسك به اخوان بنكيران في مواجهتهم لما يعتبرونه " تشويشا" من قبل المعارضة وجهات اخرى في الدولة. و رغم ان ما يحدث بمصر هو انتكاسة ديمقراطية وحقوقية في عهد اخوان مرسي، حيث سقط قتلى كثر بشكل فاق ضحايا مبارك وعادت الاعتقالات السرية. وكل اشكال تعذيب المعتقلين السياسيين بشكل اكثر فضاعة مما كان سائدا في زمن مبارك، إلا أن البلتجي يرى ذلك تحولا ديمقراطيا هادئا تعترضه عرقلة من جهات معارضة لتوجه الاخوان. وكان بنكيران اعتبر وقت سابق ان ما يحدث لحزبه وهو في الحكم شبيه بما تقوم به "قوى مناهضة الاصلاح"، على حد وصفه، التي يواجهها صديقه مرسي بمصر، قبل ان يعود في مناسبة اخرى ليعتبر تجربة اسلاميي العدالة والتنمية متميزة عن باقي تجارب اسلاميي الربيع العربي بتونس ومصر، إلا أن واقع الحال يؤكد أن تنسيق تنظيم الاخوان العالمي في مجتمعات الربيع العربي، سائر في طريقه نحو تبني نموذج واحد في الحكم يستند الى مرجعية سياسية وايديولوجية واحدة تمحي داخلها كل الخصوصيات والتجارب.