بدا عبد الإله بنكيران منهكا ومنفعلا وهو يلقي خطابه أمام الكتاب المجاليين للحزب في بوزنيقة نهاية الأسبوع الماضي، و لجأ كعادته إلى خطاب ديني ينبني على القدرية، في تفسيره الضمني للحملة التي يشنها عليه حميد شباط ، بل بدا رئيس الحكومة معارضا قويا وشرسا لخصومه، لما شدد على أن "هناك رفاهية لكن هناك اختلالات ومظالم ومفاسد"، ناصحا أتباعه بالصبر في اللحظات الصعبة تتحول إلى فرص، مذكرا بمسار انخراطه في الحركة الاسلامية والاصطدام بالمجتمع والدولة والمحنة والابتلاء والاعتقال، قائلا " واجهنا مقاومات تم رفضنا في العمل السياسي رغم أننا دخلنا بصدق معبرين عن مواقفنا بشجاعة لأننا كنا نؤمن بالاصلاح التدريجي من خلال المؤسسات حتى وصلنا إلى المراحل التي نعيشها اليوم"، وزاد بنكيران في تمرير الرسائل إلى خصومه بالقول " حياتنا كلها مقاومات رفضنا مرار من قبل البعض"، وعمل " خصوم الإصلاح على تصفية حساباتهم مع الحزب مستغلين سذاجة بعض السياسيين بعد أحداث 16 ماي". كما أوصى عبد الإله بنكيران أتباعه، بلغة الواعظ المرشد، على ضرورة الاستمرار بنفس المنطق في بذل الجهود من أجل تحقيق ما يصبو إليه الحزب من خدمة للمصلحة العامة، مضيفا "نحن مع الشعب لأنه هو الذي صوت علينا وسنبقى معه" وأضاف بنكيران أن "المغاربة مستعدون للتضحية مع حكومة يرون أنها تبذل جهودا لخدمتهم"، ف"المغاربة اختارونا لتسيير الحكومة بالمعقول والجدية رغم استمرار المشوشين، و الشعب يُحس بمجهوداتنا وبعملنا بفطرته قبل أن يفهمه بعقله".
وأبرز ابن كيران أنه لا توجد أي مشكلة في الحكومة، بل هي مستمرة في عملها بطريقة عادية، ولكن هناك مشكل في الأغلبية . وأوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه يوجد "هناك تيار مع الإصلاح وتيار ضده، والحزب يشعر بالمسؤولية، وأي إرباك للتجربة رجوع بالمغرب إلى منطق التحكم ودخول في مغامرة ولا يمكن أن نساهم في ما يهدد استقرار وأمن المغرب والأمن، واستثماراته واقتصاده وغيرها من القضايا الإستراتيجية. وتابع بنكيران "لا نريد تدمير بلادنا ولا التفريط في ملكيتنا، ولكن لا بد من الإصلاح لا بد من الإصلاح"، مرحبا "بكل من يريد أن يزاحمنا لمصلحة وخير البلد لأن الأنوار لا تتزاحم، وإذا كان أحسن منا الله ينصروا علينا"، قبل أن يستدرك "ولكن للأسف الشديد ما بانش ليا". وبخصوص منجزات الحكومة، ذكر ابن كيران ببعض الأوراش التي تعمل الحكومة على إصلاحها من قبيل صندوق المقاصة، ونظام التقاعد، والإصلاح الضريبي، ومحاربة الرشوة، وغيرها من الأوراش، مؤكدا أن هناك روح جديدة في عمل المؤسسات بالمغرب ولكن نتائجها لن تكون فورية بل تحتاج لبعض الوقت.