لا يمكننا إن نفقد قدرتنا على التركيز والتفكير الهادئ الرزين في هذه المرحلة الدقيقية التي تمر منها قضية الصحراء . لقد أخطأنا أكثر من مرة عندما تسرعنا في اتخاذ مواقف لم تكن محسوبة جيدا مما أفاد الخصوم أكثر وأساء إلى قضيتنا . فليس من مصلحتنا أن يطلق بعض ساستنا العنان لألسنتهم كي يقولوا ما يشاؤون وكما اتفق . لا أحد يجادل أن قضية الصحراء قد لعبت فيها الحكومات الجزائرية المتعاقبة دورا سلبيا كبيرا، لكن الشعب الجزائري الشقيق وأغلب قواه السياسية هي أما مع مغربية الصحراء أو هي على حياد و أن مجمل السياسيين والفاعلين الجمعويين في الجزائر يعتبرون الدعم الرسمي الجزائري للبوليساريو قضية نظام ولا تعنيهم في شيئ .
لقد حاول النظام الجزائري باستمرار الربط بين الصراع في الساقية الحمراء ووادي الذهب وما يسميه بالأطماع التوسعية للمغرب على الحدود مع الجزائر في محاولة دائبة من أجل ضمان انخراط الجزائريين وتعبئتهم وراءه في موقفه من قضية الصحراء إلا أن مساعيه كانت تتعثر. وعليه وجب الانتباه إلى أن ثمة امكانية نسبية في الرهان على تغيير الموقف الجزائري الرسمي بعد رحيل عبدالعزيز بوتفليقة الذي جعل من قضية الصحراء مسألة شخصية ، لا يجب التفريط فيها . فليمتنع بعض ساستنا عن خلط الأوراق التي لن تفيذنا في شيئ ، بل قد تزيد الأمور تعقيدا وتعطي المصداقية لطرح للنظام الجزائري الذي يحاول جاهدا اقناع الشعب الجزائري بوجود أطماع توسعية للمغرب بل قد تدفع سياسة خلط الأوراق هذه إلى فقد بعض الداعمين لقضيتنا في العالم .