يبدو أن علماء الأغذية والزراعة قد اهتدوا أخيرا إلى الفاعل الحقيقي في مقتل 30 شخصا وإصابة أزيد من 28 ألف آخرين، حيث تبين لهم بعد إجراء آلاف التجارب والاختبارات المكثة أن أحد أنواع الفاصوليا المبرعمة هي التي كانت وراؤ تلك الاصابات، وليس الخيار أو الطماطم أو الخص، كما سبق وأن قيل. أعلن أندريه هنسل رئيس المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر في ألمانيا أن السلطات هناك سترفع الحظر على تناول الخيار والبندورة والخص، الذي فرض بعد تفشي وباء البكتيريا المعوية إي كولاي.
جاء ذلك بعد الإعلان عن توصل المحققين إلى أن نوعا من الفاصوليا المبرعمة المزروعة في شمال ألمانيا هي السبب وراء تفشي البكتيريا المعوية إي كولاي. وأصيب أكثر من 2808 أشخاص في ألمانيا ببكتيريا إي-كولاي، يعاني 722 منهم من مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الفشل الكلوي. وأعلن هنسل ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسي معهد روبرت كوخ والمكتب الاتحادي لحماية المستهلك.
وقال رينهارد بيرغر رئيس معهد روبرت كوخ في نفس المؤتمر إنه "حتى ولم يكن هناك أي دليل معملي على تلوث الفاصوليا المبرعمة المنتجة من إحدى مزارع "لور ساكسوني" بالبكتيريا إلا أن تتبع نمط تفشي المرض يقودنا بشكل كاف لهذا الاستنتاج". وأضاف أنه من المحتمل أن يكون قد تم استهلاك أو رمي جميع محصول الفاصوليا المبرعمة الملوثة، إلا أنه نبه إلى أن الأزمة لم تنته بعد.
وكان خيرت ليندرمان وزير الزراعة في ولاية ساكسونيا السفلى قد أعلن قبل نحو أسبوع وجود أدلة تشير إلى أن مصدر الإصابة المحتمل مزرعة في جنوب هامبورغ، حيث قامت السلطات بإغلاق المزرعة كإجراء احترازي. وأصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تعليمات للمواطنين بتجنب أكل الخضروات النيئة، وخاصة الطماطم والخيار والخص.
ويقول مسؤولون في دوائر الصحة الأوروبية إن هناك مؤشرات على تباطؤ انتشار العدوى الناجمة عن بكتيريا "إي-كولاي"، على الرغم من تسجيل 200 حالة في ألمانيا في اليومين الأولين من شهر يونيو/حزيران، حسب معهد روبرت كوخ. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 103 حالات أخرى قد سجلت في 12 دولة أخرى، وإن جميع المصابين، باستثناء واحد، كانوا قد سافروا الى شمالي ألمانيا مؤخرا.