قال مصدر حقوقي ان سجينا بمركز الإصلاح والتهذيب عين علي مومن، بسطات، أقدم أمس الاثنين، على محاولة انتحار يومه "ولولا تدخل زملائه في الزنزانة لما فارق الحياة"، وعزا المصدر ذاته، سبب المحاولة الى “رفض الإدارة الإستجابة لطلبه في الترحيل إلى سجن سلا".
من جهة ثانية، توصل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، الذي يرأسه عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، برسالتين من أحد السجناء مركز الاصلاح والتهذيب علي مومن بسطات، تتوفر عليهما “كود"، ويطلب في الأولى، ما أسماه “الحماية"، ويوضح في الثانية، ما اعتبره “جزء من معاناة السجناء داخل المركز"، يسوق فيها اتهامات خطيرة لادارة السجن.
في هذا الصدد، قال السجين، إنه منذ “منذ مدة طويلة، تقوم الادراة بمعاقبة النزلاء جوعا ولا تقوم بتوزيع الخبز في أوقاته"، وأورد أن يوم الجمعة الفائت، “إلى حدود العاشرة ليلا ونحن ننتظر وجبتين من الخبز الرديء جدا"، حيث اكتف مسؤولو السجن، “بتوزيع وجبة الفطور في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال"، كما أن كل نزلاء هذا المركز، لم يتوصلوا حسب قوله، “بحصصهم من المربى والجبن منذ رمضان المنصرم"، مشيرا كذلك إلى “نقص كبير في حصص اللحم والدجاج، نقص من حيث الكمية ومن حيث الحصص الأسبوعية، علاوة على نقص كبير في كل المكونات اللازمة لكل الوجبات"، اكثر من ذلك، قال المصدر أيضا، إن “شكل وحالة الموزعين يعافها الإنسان، ويتقزز عن ذكر أوصافهم كما يتم توزيع هذه الوجبات في أواني الغسيل أو علب الكرتون القذرة" على حد تعبيره .
في الرسالة الثانية، أوضح السجين ذاته، أنه رحل"إلى هذا المركز في 26 نوننبر 2012 من أجل متابعة الدراسة إلا أنني لم أجد الأجواء الضامنة والمتاحة لمتابعة دراستي، بسبب هذا المركز الذي يحمل اسما لا يليق به"، أما الأسباب، فهي “الانتشار الواسع للمخدرات والرشوة والمحسوبية، علاوة على الاكتضاض المهول مثلا الغرفة التي انزل فيها تضم سبعة نزلاء، وتنتشر فيها الأوساخ ابشكل فظيع،"، لهذه الأسباب وغيرها، يضيف السجين، “حاولت مرارا أن أوضح للمسؤولين بهذه المؤسسة هذه المعيقات فلم أجد من يصغي إلي ثم حاولت بعد ذلك كتابة بعض الشكايات في الموضوع للسيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج بصفته الوصي الأول على المؤسسات السجنية بالمغرب وعلى السجناء، إلا أن الإدارة المؤسسة امتنعت عن إرسال هذه الشكايات وطلبت مني التعاون معها في الحرب على المخدرات وعلى مروجيها".
وتبعا لذلك، أورد المصدر أنه أعد “لائحة بأسماء الموظفين المساهمين في انتشار هذه السموم وكذلك لائحة بأسماء السجناء المروجين لها إلا أن إدارة المركز سربت اللائحتين وانكشف الأمر فأصبحت بعد ذلك في خطر تحيكه الإدارة حيث طلبت من سجينين داخل المؤسسة انجاز محضري استماع والإدلاء بشهادة زور في حقي بدعوى أنني حرضتهما على القيام لبعض الإعمال المشينة كالشغب داخل المؤسسة، وكذلك الخطر الجسيم الذي يمكن أن أتعرض له في أية لحظة من طرف النزلاء المروجين وأعوانهم أو حتى من المستهلكين" على حد تعبير السجين الذي طالب بتوفير الحماية له.