جماعة الإخوان المسلمين، ككل الجماعات السرية، تستغل نقص المعلومات وتروج أكاذيب تخدم حركتها وغاياتها، وتعمل على نشرها بالوسائل المتاحة وترديدها كحقيقة، وأهم الأكاذيب الرائجة عنها الآن أنها إن أُجبرت على التخلي عن السلطة ستتحول مصر إلى بحر من الدماء، وما يجعلها سائدة ويعطيها قدرًا من المصداقية أنها تستند إلى حقيقة واحدة تم خلطها بمجموعة من الأكاذيب، أما الحقيقة فهي أن الجماعة انتظرت اللحظة التي تثب فيها إلى السلطة منذ تكوينها في مدينة الإسماعيلية على يد حسن البنا عام 1928، وبالتالي ستتمسك بالفرصة ما استطاعت، وأما الأكاذيب فهي أنها منتشرة في كل ربوع مصر، وأنها تمتلك الأغلبية وتحتكرها، وأنها جماعة دينية تحرس الفضيلة وتدعو إليها، وأنها- من قبل ومن بعد- تمتلك مجموعات مدربة عسكريًّا ومسلحة، ومستعدة للتدخل العنيف وقت صدور الإشارة لها. لا أريد أن أكرر ما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل عن أن جماعة الإخوان المسلمين مجرد خداع بصري، فقد أكدته كل الشواهد في العامين الأخيرين، فهي لا تمتلك منطقًا ولا كوادر ولا رؤية سياسية أو اقتصادية، كما لن أتورط في نفي وجود وقدرة التنظيم المسلح الذي يعد ذراعًا عسكريًّا لها، فهناك من الصور والفيديوهات ما يثبت وجوده، وهناك من التصريحات- المقصودة في ظني- التي تحدثت عنه وعن دوره وأعداد المنتسبين إليه، لكنني سأحاول مناقشة أثره المحتمل وقت نشوب أزمة تهدد بقاء الإخوان في قمة السلطة.