تم اليوم الاحد بمعهد العالم العربي بباريس تقديم مؤلف حول "اعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة"، وذلك في اطار التظاهرة الحدث (المغرب المعاصر). واكد سيرج بيرديغو الامين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب ، السفير المتجول لصاحب الجلالة ، أن مشروع تأهيل المقابر اليهودية ، الذي اطلق سنة 2010 بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، استمر اربع سنوات ، وهم 167 موقعا ب14 جهة بالمملكة ، مشيرا الى أن هذه العملية الاستثنائية ، تشكل تجسيدا للمغرب المعاصر الذي يعترف بمختلف روافده. وقدم السيد بيرديغو ، الذي حرص على التعبير باسم الطائفة اليهودية بالمغرب عن امتنانه وعرفانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرضا بسط من خلاله المحاور الكبرى لهذا المؤلف، مؤكدا ان هذه العملية تكتسي دلالة قوية ، وحمولة دينية سامية، كما تعكس تشبث المملكة بقيم الاعتدال والحوار واحترام الآخر. واضاف ان هذه المبادرة تعبر عن واقع وثقافة متجذرة في التاريخ العريق للمملكة ، مبرزا انها مكنت من اعادة احياء الروابط مع يهود المغرب والحفاظ على آثار التراث اليهودي في البلاد. من جهته، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق أن عملية ترميم المقابر اليهودية بالمغرب عمل جبار ومتقن لصاحب الجلالة الذي يتوخى من خلاله تخليد الذاكرة، والحياة والموت، مؤكدا على ضرورة تقدير هذا الكتاب حق قدره خصوصا وأنه نموذج للعمل المنجز في إطار إعادة تأهيل وترميم تلك المقابر. وبعد أن ذكر أن استمرارية الطائفة اليهودية في المغرب كانت دوما عبر التمازج والتعايش مع المسلمين، أشار السيد التوفيق الى أن هذا الكتاب والذي يعتبر دعوة لمراجعة التراث اليهودي يتعين أن يترجم الى اللغات الأخرى. وتوقف الوزير عند مساهمة الطائفة اليهودية في الثقافة المغربية وموروثها الغني، بحيث أكد أنها تحتفظ دوما بالحنين وبروابط عاطفية مع المغرب، مشيرا لبعض خصوصيات التراث اليهودي المغربي. وكان جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس قد اكد في بداية هذا اللقاء ان هذا المؤلف يعد تجسيدا لمغرب بأوجه متعددة ، مذكرا بان المعرض المخصص للمملكة والمنظم منذ اكتوبر الماضي يبرز هذا التنوع. كما ذكر بدعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس من اجل تنظيم هذا الحدث الفريد من نوعه ، والذي يتوخى اكتشاف واعادة اكتشاف بلد عبر الفنون الحية ، مشيرا الى ان المعرض حقق نجاحا فاق كل التوقعات. وقال جاك لانغ ان المغرب بلد نموذجي من حيث ارادته ، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في اعلان تشبثه بتنوع الثقافات والديانات ، مذكرا بانه البلد الوحيد في العالم الذي اقر بقوة في دستوره بهذه الروافد مما يشكل مصدر الهام وتجديد. ويستمد مؤلف "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة" الذي صدر مؤخرا ،روحه من قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بصيانة كافة أماكن العبادة والمقابر وضمنها مقابر اليهود، وترميمها. ويتعلق الامر بتجسيد واضح لتعاليم الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه ومنها الحديث النبوي الشريف المدرج في الصفحات الأولى للمؤلف " لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه ، فتخلص الى جلده ، خير له من أن يجلس على قبر " ( أخرجه الإمام مسلم). وأكد 27 من كبار الحاخامات اليهود المغاربة من عشرة بلدان في شهادة عرفان ودعاء صالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدرجت في مطلع المؤلف، انه ترميم في العمق تم القيام به من اجل حماية واصلاح ما افسدته عوائد الزمن، بهدف استعادة كرامة وحرمة "بيوت الحياة"، والاموات الذين يرقدون داخلها في سلام ، بما يدخل الطمأنينة على اسرهم اينما وجدوا في العالم