تناقلت مؤخرا، مجموعة من المواقع الإخبارية ، شريط مصور ،لما سمي "الشبح الأسود" ، وهو عبارة عن فديو لشخص ،يرتدي برقعا أسودا ، قام بتوجيه طعنات مميتة ،لأستاذة أمريكية ، داخل مرحاض للمجمع التجاري "بوتيك مول" في أبو ظبي.نفس الشخص ،الذي سيتضح فيما بعد أنه سيدة،توجه صوب مبنى آخر يقع على كورنيش أبوظبي، حيث زرع قنبلة "بدائية الصنع" على باب منزل طبيب أميركي من أصل مصري،تمكنت الشرطة من تفكيكها في الوقت المناسب.
إنه لمن نافل القول ،التذكير بأن النقاب ،ليس فريضة دينية ،وأن جمهور علماء المسلمين ،في مشارق الأرض ومغاربها، يميلون إلى القول بأن النقاب أمر دخيل على الدين وغلو طافح،،فالخمار لا يطلق على غطاء الوجه بل يطلق على غطاء الرأس،و أن مسألة كشف الوجه ،تؤسس لجوازها لها نصوص كثيرة . إن النقاب ليس نمطا معينا من اللباس ،يدخل في باب حرية المعتقد والملبس ،بل قناع يُخفي هوية المرء،ويطمس كينونته ،ويحد من إمكانية إدماج المرأة في المجتمع ،والحياة السياسية والإقتصادية للبلاد.
إن التعامل من النقاب ،ينبغي أن يتم من زاوية أمنية صرفة، فمنعه في دول كبلجيكا وفرنسا وإقليم شينجيانغ في الصين ،لم يكن مدفوعا بأسباب عنصرية أو ثقافية، بل لدواعي أمنية، حيث تنص القوانين التي تم سنها ،على منع كل أغطية الوجه ،وكل مامن شأنه ،إخفاء هوية الرجل والمرأة.
أمام تعاظم خطر الإرهاب الدولي ،واستخدام بعض المنتمين إلى الجماعات الإسلامية المسلحة للنقاب ،كوسيلة للتخفي والقيام بالعمليات الإنتحارية ، ولجوء البعض من مجرمي الحق العام ،وقطاع الطرق وغيرهم ،إلى هاته "التقنية" ،من أجل الإفلات من عيون الأمن ، يجعل من اللازم والضروري ، سن قانون يمنع تغطية الوجه ،،سواء بإستخدام النقاب او أي نوع أخر من الأقنعة ،التي من شأنها إخفاء هوية الفرد ،في الشارع العام.
النقاب إن تم التطبيع معه أكثر من اللازم ،سيتحول إلى قنبلة موقوتة،تشكل خطرا على الأمن القومي للبلاد وأمن المواطنين ، حيث يصعب لجم وإعتقال أشباح ينفذون جريمتهم بلاذيول أو ملامح يستدل بها عليهم ، النقاب بالنسبة لهؤلاء ،هدية من السماء ، غطاء مقدس،في ظاهره الطهارة والعفاف ،وباطنه يكتنز مكرا وشرا ،يتربص بالجميع.