أحترمك "لارس فون تراير" لأنك أكبر من قرار منظمين اعتبروك شخصا غير مرغوب فيه لمجرد تصريح.... أحترمك "لارس فون تراير" لأنك على خلاف غالبية المخرجين....في السينما تَصنَع و لا تتَصنَع....لأنك في السينما تصنَعُ و تُصنع و تصغي إلى أهوائك الجميلة....أهوائك العنيفة.... أحترمك "لارس فون تراير" لأنك في "ميلونكوليا" كشفت بأنك عالم مستقبليات السينما....لأنك حولت "كرستن دانست" و معها "شارلوط كينسبورك" إلى اسمين لن تنساهما السينما....في "ميلونكوليا" أنهيت كلام أمريكيين جاؤوا لكان خصيصا لينتقدوك فأعدتهم بقدرة الكاميرا التي تملك سرها ....أعدتهم إلى ديارهم خائبين..... أحترمك "لارس فون تراير" بقدر ما أكره الآخرين ممن ينتقدونك....أحترمك و إن كنت لا أعرفك....أحترم ''دانسر إي دو دارك''....و سواد دوكفيل و متعة ''ميلونكوليا''....أحترمك لأنك سوداوي التفكير لأن الألم له كبير الحق في معاشرة الأمل في أفلامك.... أحترمك ''لارس فان تراير'' بقدر ما أكره أشباه مخرجين من بني جلدتي....أحترمك و أعرف بأن ''روبير دو نيرو'' يحترمك و عليه أن يفصح عن هذا الاحترام مساء الأحد....إن لم يفضي بسر سعفته لصالحك....سيكون دون شك قد قمع تعبيره عن عشق يكنه لك.... أحترمك كثيرا ''لارس فان تراير'' لأنك كبير السينما....لأنك السينما....لأنك أهل للاحترام.....أحترمك و إن كنت متأكدا من أن رسالة احترامي لن تصلك....لأنك لا ترقب أصلا وصولها .... قرأتها لأنك أنت من دفعني لكتابتها في قاعة "كران طياطر ليميير"....
متعة سينمائية اسمها ميلونكوليا أرفض العبور لرصد صدى آخر من "أصداء كان" لأن "ميلونكوليا" "فون تراير" جعلتني أدير ظهري لكل الأعمال الأخرى....شريط واحد يكفي....يكفي لأن يجعل مشاهده يؤمن بأن نهاية العالم إن كانت فكرة صحيحة....أهلا و سهلا بها كما همست "جوستين التي منح "فون تراير" دورها ل"كورستن دانست"....إن كانت على غير صواب سأتبنى موقف ""كلير" "شارلوط كينسبورغ"....موسيقى "فاكنر" "تريسطون إي إيزولت"....انطلاق من الإحباط و انتهاء في غرفة إنعاش سينمائي....لن ينتهي العالم و سيحيى المولود...."ميلونكوليا".... كاميرا على الكتف تصور....مع ذلك لقطة زفاف "كرستن دانست" في "ميلونكوليا" رائعة....في خطئه المقصود تقرأ كمالا سينمائيا.... المهم ليس هو حدوث اصطدام بين كوكبين....المهم هو أن "ميلونكوليا" تلتهم الأرض....عندما تشاهد صور الأرض لكن من زاوية الفضاء تكتشف بأننا مجرد هشيم.... "لارس فون تراير" يتكلف بإيصال مشاهد للاقتناع بأنه و معه كل الباقين مجرد هشيم....يتوقف في هذه النقطة لأنه لا يرمي النار أبدا في الهشيم...."فون تراير" يقوم فقط بإخراج أفلام ستشكل آخر صيحات الموضة السينمائية بعد سنين....بعد أن ينتهي الآخرون العاديون المملون من سينما الحب و النهاية السعيدة التي يختارها ممتهنو قصر النظر السينمائي....أو النهاية الحزينة التي يختارها مخرجون يتوهمون بأنهم محيرون....حيرتهم هي نقطة بداية "ميلونكوليا" "لارس فون تراير"....إن كنتم تتابعون هذه السطور في هذه اللحظة و لا تجهدون أنفسكم لفهم ما أجهد فون تراير نفسه على تصويره في سنتين....عليكم أن تتأكدوا بأن حياتكم "ميلونكوليا"....
ميلونكوليا مرة أخرى للقراء أكرر اعتذاري لأنني مرة أخرى أصر....أصر أن أواصل كما بدأت....أنانيتي السينمائية تجعلني أخصص أيضا ثالث أجزاء "أصداء كان" ل"ميلونكوليا" شريط الكبير "لارس فون تراير"....في "ميلونكوليا" يقول "فون تراير" أمس في ندوته الصحافية : "لا أفرط في ترهيب المشاهد...أذهب معه في غيه الذي يراه صوابا.....لكن تحت الجانب الأملس يوجد مضمون....من فهم القصد له الشكر....لكني أرفض أن أسمع عبارة أطلقها مالكو شركة "نورديسك فيلم"....اللقطات جميلة....إن كان شريط "ميلونكوليا" مجرد لقطات جميلة يضيف "لارس فون تراير"....علي أن أنهي علاقتي بالسينما و انتهى".... أعود لنقطة البدء و بها أختم.... "لارس فون تراير" أحترمك و إن كنت أعرفك من خلال أفلامك فقط.....أعرف كثيرين ممن يتجنون على السينما و لا أحترمهم.... "لارس فون تراير" احترمك منذ سنين و زاد احترامي بعد "ميلونكوليا" أمس....أحترمك بقدر ما أكره مخرجين من بني جلدتي لأنهم لا يشاهدونك....ليتعلموا....ليتعلموا قبل أن يتكلموا أو يلمسوا كاميرا أنت الوحيد العارف بحقها يا مالك الحقيقة السينمائية....أحترمك "فون تراير أكثر من دي قبل.... أحترمك لأن كشفت حدود حرية التعبير هنا في "كان"....على خلافهم ....أقول لك و إن لم تسمعني بأنك شخص مرغوب فيه....من خطوا الاعتذار عن تصريحك بخصوص النازية و هتلر أمس في ردهات قصر المهرجان ....يحبونك في صمت....كن متأكدا بأنهم سيحترمونك أكثر.... شكرا"لارس فون تراير" بلال مرميد صحافي في إذاعة ميدي 1