حصد فيلم "شجرة الحياة" للمخرج الأمريكي، تيرينس مالك، السعفة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الرابعة والستين من مهرجان كان السينمائي، الذي اختتمت فعالياته، مساء يوم الأحد الماضي، دي نيرو مع الفائزين بجازة أفضل ممثل وممثلة – أ ف ب بحضور عدد كبير من الفنانين، والمخرجين، والإعلاميين، وغياب المخرج المتكتم تيرينس مالك، الذي لا يحب الظهور، والذي لم تلتقط له أي صورة منذ ثلاثين عاما، وتسلم الجائزة نيابة عنه بيل بولهاد، أحد منتجي الفيلم. ويعد فيلم "شجرة الحياة" The Tree of Life، العمل السينمائي الخامس للمخرج الأمريكي تيرينس ماليك (67 عاما)، من بطولة براد بيت، وجيسيكا تشيستن، وهانتر مكراكين، وشون بين، تدور أحداثه في أمريكا الخمسينيات من القرن الماضي، ويقدم نظرة تأملية حول الحياة والموت، وأصول الكون، من خلال حياة أسرة تقطن في تكساس. ومدح بعض النقاد مزج العمل للضواحي السكنية الأمريكية مع صور تناغم وثورة الكون، فيما سخر البعض الآخر منها، كما أن الفيلم كان موضوع استهجان واستحسان متواصل، حين عرض لأول مرة في المهرجان. وحصلت كريستن دانست على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "ميلونكوليا" للمخرج الدانمركي، لارس فون ترير، الذي تعرض للطرد من المهرجان بسبب تصريحاته المازحة والمتعاطفة مع الزعيم النازي أدولف هتلر، في الندوة الصحفية، التي تلت عرض فيلمه، كما حرم فون ترير (55 عاما)، الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي سنة 2000 عن فيلم "الراقص في الظلام"، من الاقتراب بأقل من مائة متر من مكان المهرجان، حيث يجري توزيع الجوائز. وحصل جون دوجاردان على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم الميلودرامي "الفنان"، المقتبس من فيلم أبيض وأسود صامت، أنتج في عشرينيات القرن الماضي. ونال المخرج الدانمركي نيكولاس ويندنغ ريفن جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "قيادة"، وحصل المخرج الإسرائيلي، جوزيف سيدار على جائزة أحسن سيناريو عن فيلم "هامش"، أو "فوص نوت"، الذي يدور حول العلاقة الأكاديمية المتحاربة بين أب وابنه. وحصل الفيلم الفرنسي البوليسي "Polisse" على جائزة لجنة التحكيم، وتقاسم الجائزة الكبرى فيلمان هما: "The Kid With a Bike"، الذي يحكي قصة صبي مهجور ينفجر غضبا بعد أن هجره والده، و فيلم "Once Upon a Time in Anatolia" الذي يقدم الحياة في بلدة تركية صغيرة. لم تفاجىء جوائز الدورة 64 من مهرجان كان السينمائي، الذي تواصلت فعالياته من 11 إلى 22 ماي الجاري، الكثيرين، إذ ذهبت الجوائز إلى ثلاثة أفلام هي: "شجرة الحياة"، و"ميلونكوليا"، و"الفنان"، وهي أفلام خلقت جدلا كبيرا طيلة أيام المهرجان، وتباينت الآراء حول مستواها الفني، وأداء ممثليها، كما عرف المهرجان جدلا كبيرا وبعض المشاكل بسبب طرد منظمي المهرجان للمخرج الدانماركي لارس فون ترير، ومعاملته بشكل مهين، ومنعه من الاقتراب من مكان حفل الاختتام، رغم أن عمله توج بالسعفة الذهبية لأحسن ممثلة، وهو ما استهجنه الحاضرون. وخلف فوز الفيلم الإسرائيلي "فوص نوت" أو "هامش"، استياء لدى الجمهور والإعلاميين العرب خاصة، لأن سيناريو الفيلم، حسب الإعلامي بلال مرميد من إذاعة ميدي 1 "قبيح والموضوع يهم أصلا الإسرائيليين دون سواهم، سيناريو كان بإمكان روبير دي نيرو، رئيس لجنة التحكيم أن يتفاداه، سامحه الله". أما بخصوص المشاركة العربية، ففاز الفيلم اللبناني "هلق لوين؟!" للمخرجة نادين لبكي، المشارك في مسابقة "نظرة ما"، بجائزة "فرنسوا شاليه" François Chalais. وتمنح هذه الجائزة في كل عام، لمخرج فيلم من نسج الخيال، يعكس واقعا معينا. وذكر مانحو الجائزة أن "قصة الفيلم خيالية عالمية، بها رحيق من الأمل الممزوج بالكثير من الواقعية". إلى جانب الفيلم اللبناني للمخرجة نادين لبكي، حضرت السينما العربية في مهرجان كان السينمائي من خلال السينما التونسية والمصرية، التي احتفى بها المهرجان بمناسبة الحراك الشعبي فيهما، الذي أدى إلى إطاحة نظام الحكم فيهما، وحضر المغرب في مسابقة "نصف شهر المخرجين" بفيلم "فوق اللوح" للمخرجة ليلى كيلاني، والفيلم القصير "دراري" للمخرج المغربي كمال الأزرق، ضمن مسابقة "سيني فونداسيون" الخاصة بمعاهد السينما، لكنهما لم يحصلا على أي جائزة.