عادت إشاعة وفاة الشيخ مؤسس ومرشد جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة، بقوة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. مصادر "كود" تشدد على الحذر من التسريبات الموجهة لإشاعة الوفيات في مناسبات سابقة، غير أنها في نفس الوقت تؤكد "يقينها" من أن الحالة الصحية للشيخ ياسين تدهورت فعلا في الأيام القليلة الماضية، "بشكل خطير". في نفس الوقت تؤكد مصادر "كود" أن قيادات في جماعة العدل والإحسان خاصة في مدينة سلا، حيث يقطن الشيخ، "تحضر لشيء ما قد يكون جنازة كبيرة بحمولات سياسية للشيخ ياسين." فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، أوضح ل "كود" أن "الشيخ ياسين يبلغ من العمر 86 سنة، وكونه يمرض بين الفينة والأخرى أمر طبيعي جدا. كل ما حدث أنه أصيب بنزلة برد شددة قبل حوالي أسبوع وشفي منها. وطبيعي أن يتأثر بسبب السن."
مصدر آخر لم يستبعد في حديثه ل"كود" وجود نوع من "القلق" و"الاحتراز" لدى السلطات المغربية مخافة نجاح جماعة العدل والإحسان في "تنظيم جنازة بحولات سياسية معينة في حال تأكد خبر وفاة الشيخ ياسين."
في تعليقه على ذلك يقول فتح الله أرسلان ل"كود": "هذا موضوع غير مطروح بتاتا."
من جهة أخرى ينتظر أن يكون حدث وفاة الشيخ ياسين، إن صح، تأثير سياسي كبير في ظرفية تتميز بتبوء حزب العدالة والتنمية الإسلامي قيادة الحكومة. في ما يخص الخط السياسي الذي ستتبناه الجماعة مستقبلا إزاء الحكومة بالتحديد، وما إذا كانت ستستمر في انسحابها من الشارع وعدم الانخراط في الاحتجاجات الاجتماعية مانحة بذلك نوعا من الاستقرار يستفيد منه حزب العدالة والتنمية، أو أنها بالمقابل ستنخرط في معارضة أقوى في الشارع ضد الدولة والحكومة بشكل يؤثر على وضعية حزب العدالة والتنمية ويجعل الجماعة منافسه السياسي الأول بدل حزب الاستقلال.
في هذا السياق يبدو لافتا للانتباه الرد القوي لعبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، على رسالة عبد الله الشيباني، صهر الشيخ ياسين، المستهدفة لعبد الإله بنكيران تحديدا، مقابل حرص أعضاء وازنين في الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان على أخذ مسافة معينة من رسالة الشيباني واعتبارها "رأيا شخصيا."
لكن فتح الله أرسلان يعود ويؤكد ل"كود" تعليقا على هذه النقطة "هذا الكلام سابق لأوانه وغير مطروح الآن."