حرصت افتتاحية جريدة "العلم" الناطقة باسم حزب الاستقلال، في عددها ليومي السبت والأحد 8 و9 دجنبر الجاري، على التمييز بين مواقف الحزب من قيادة حزب العدالة والتنمية للأغلبية الحكومية، و"قراره السياسي القاضي بمساندة هذه التجربة والمساهمة فيها." دون أن تذكر أحدا بالاسم تحدثت الافتتاحية عن أن "هناك من أسعده كثيرا أداء حزب الاستقلال خلال الفترة الأخيرة ليس حبا في الحزب ولا حبا في هذا الوطن، بل لأنه يقوم بتصريف حسابات سياسوية ضيقة جدا يعتمد فيها وبها وخلالها على نفس ما يكفي من كمية السموم بهدف إرداء جسد الأغلبية جثة هامدة، وهذا يستحق منا الشفقة عليه، ليس لأنه يركب موجة المغامرة بذاته، بل مستوى النضج لديه لا يستحق إلا الشفقة والرحمة به والدعاء له بالشفاء."
في نفس الوقت يؤكد كاتب الافتتاحية على جميع الانتقادات التي دأب حميد شباط، الأمين العام للحزب، على توجيهها لحزب العدالة والتنمية بصفته قائدا للحكومة. أخطر ما يسجله حزب الاستقلال، من خلال هذه الوثيقة، في هذا الصدد ما يتعلق ب"التنبيه إلى أن التكتم على أوراش الإصلاح أو الاستفراد بها منهجية ستضر بوضع الأغلبية، إن مكونا من مكونات الأغلبية على الأقل لا يفهم ولن يتفهم القول بإن إصلاح صندوق المقاصة أصبح جاهزا، وسيتم الإعلان عنه قريبا، من قام بهذا الإصلاح؟ وماذا عن هذا الإصلاح؟ هل من المقبول أن يظل ملف خطير في هذا الحجم بعيدا عن الأغلبية؟ḷ"
تضيف جريدة "العلم" في سياق انتقاد تدبير الأغلبية الحكومية دائما "إن التجربة – ويجب أن نقول هذا – أفرزت وضعا ليس سليما على كل حال، إذ هناك من جهة الحكومة التي تقوم بعملها، تضم وزراء يقدمون على مبادرات تتباين أهميتها، لكن ذلك يتم بصفة معزولة عن مكونات الأغلبية، هذه الأغلبية التي تجتمع لتتباحث في ما لا يشتغل عليه الوزراء المشكلون للحكومة، وضع يبعد الحكومة عن الأغلبية. هذه الأغلبية المطالبة قانونيا وأخلاقيا بمساندة مبادرات اطلعت عليها عبر زسائل الإعلام، والأصح والسليم أن الأغلبية كموسسة قوية ومتينة يجب أن تكون مختبرا حقيقيا لجميع المبادرات لتخرج منها قوية ومحصنة."
الملاحظة الثالثة التي يسجلها أصدقاء حميد شباط على أداء الأغلبية الحكومية تتمثل في "بعض التضارب في الخطاب الحكومي، وبعضه لا يخلو من المبالغة والهجوم والتحدي بما تتطاير شظاياه لتمس بباقي مكونات الأغلبية، وهذا لا يمكن أن يكون مقبولا في أغلبية من المفروض أن يتساوى فيها الجميع." على حدث تعبير نفس المصدر.
لكن افتتاحية جريدة "العلم" تؤكد مع ذلك أن "حزب الاستقلال بجميع أجهزته سيظل ينبه ويدعو إلى التقويم والتدارك دون أن يعني ذلك المس بالقرار السياسي الذي اتخذته الأجهزة التقريرية للحزب والقاضي بمساندة هذه التجربة والمساهمة فيها، لذلك ندعو بعض المحاربين إلى وضع أسلحتهم، فحزب الاستقلال مكون من مكونات الأغلبية باق فيها إلى أن تفي بأغراضها."