ترأس الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن ، والأمير مولاي رشيد، اليوم الخميس بساحة المشور برحاب القصر الملكي بالرباط، حفل تقديم التهاني و"الهدية" التي تطبع بداية الاحتفالات بزفاف الأمير مولاي رشيد وأم كلثوم. وتميز هذا الحفل ، بمرور موكب بهيج أمام المنصة الملكية التي أقيمت بساحة المشور يتقدمه قائد المشور. وضم الموكب أيضا والي جهة الرباط- سلا- زمور- زعير، وعمال الجهة والمنتخبون، والأعيان المحليون، الذي جاؤوا لتقديم تهاني وتبريكات سكان العاصمة وجهتها للملك وللأمير مولاي رشيد. وتواصل الموكب بمرور طلبة المدارس القرآنية مرتدين زيا أبيض ناصعا، رمز صفاء الروح ونقاء السريرة وألواح القرآن تشبثا بكتاب الله، الحامل لرسالة السلام والتسامح. وتماشيا مع التقاليد الذي دأبت عليه الأسرة العلوية، حظي العديد من الأزواج من جميع جهات المملكة، بشرف الاحتفال بزفافهم تزامنا مع زفاف الأمير مولاي رشيد. وتلا استعراض مجموعة الغناء الشعبي"اللعابات"، موكب بديع لفتيات في مقتبل العمر مرتديات الأزياء التقليدية، وحاملات الشموع وبتلات الورود، كتجسيد رمزي لنور الحياة ، ولمعالم الجمال والسلام. وتشكل "الهدية"، الحدث الأبرز في هذه المراسم، وهي مجموع الهدايا التي يحملها رجال في أطباق أو "طيافير" وموائد تزدان بالمبخرات، والحناء، والمسك العربي، وعود خشب الصندل، والتي تمثل المظهر الأكثر دلالة في حفل الزفاف المغربي. وتحمل كل واحدة من هذه المواد رمزية قوية، فالحناء نبتة مباركة تجسد الغبطة والحنان، والتمر يمثل الوفرة ورغد العيش، أما المسك العربي وعود خشب الصندل فهما الروائح الشرقية الزكية والمباركة. وشكل الموكب الذي يتألف من ممثلي الجهات ال 16 للمملكة، إحدى أقوى لحظات هذا الحفل البهيج، بما يجسد التلاحم المتين بين الشعب المغربي الأبي والعرش العلوي المجيد. وقد قامت كل جهة، ممثلة بوفد يضم نساء ورجالا يرتدون الأزياء التقليدية الأصيلة، بتنشيط هذا الحدث الهام بأدائهم لأغاني وأهازيج فولكلورية، حاملين ، إلى جانب ذلك ، هدايا قدمت بمناسبة الزفاف الأميري الميمون. وهكذا، فإن مجموعات أحيدوس ورقصة حملة الشموع لجهة الرباط- سلا- زمور- زعير، ومجموعات رقصة الكدرة لجهات العيون- بوجدور- الساقية الحمراء، ووادي الذهب- الكويرة، وكلميم- السمارة، وأحواش وهوارة وقلعة مكونة لجهة سوس- ماسة- درعة، جادت بأبهى إبداعاتها، لتضفي على هذه الأجواء المفعمة بالحبور والبهجة بعدا وطنيا قويا. كما شاركت في تنشيط هذا الحفل البهيج مجموعات الدقة المراكشية لجهة مراكش- تانسيفت-الحوز، ومجموعات عبيدات الرمى لجهة الشاوية- ورديغة، والغناء الحوزي لجهتي الدارالبيضاء الكبرى ودكالة- عبدة. كما أن جهة الغرب- شراردة- بني حسن ،التي يميزها غناء الهيت، وكل من جهتي مكناس- تافيلالت وفاس- بولمان بمجموعات الفنون الشعبية لعيساوة وحمادشة، وطنجة- تطوان بمجموعة الطقطوقة الجبلية، وتازة- الحسيمة- تاونات وتادلة- أزيلال بأهازيجها الشعبية، والجهة الشرقية بأنغام العلاوي والركادة، أدت كلها عروضا فنية غاية في الدقة والروعة. وهكذا، تفننت كل جهة، من خلال أزيائها وأهازيجها، في إبراز موروثها الغني وخصوصياتها الثقافية في لوحات جميلة ومتناسقة تعكس التناغم التام للموروث الثقافي رغم تنوعه. وفي ختام هذا الحفل، غادر الملك مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، المنصة الملكية