لقد بات من المؤكد أن المغاربة كما كل شعوب العالم أصبحوا في حاجة إلى نبي أو رسول وزعيم كبير كاريزمي وفيلسوف رشيد حكيم قادر على زرع الأمل في القلوب الجريحة.. و ما وقع مع حكاية علال القادوس في الرباط يؤكد بالدليل الملموس أن الناس تتشوق و تشرئب أعناقها انتظارا لقدوم البطل المخلص حامل القبس و حامل الخلاص من هذا التيه ..
الناس كانت تنتظرزعيما ولم تجده.. كل الزعماء رحلوا وماتوا ..هناك من قضى نحبه و هناك من ينتظر في غرفة ما في مكان ما يغطيه غبارالنسيان.
الناس متعطشة بعد سنوات الفراغ الطويلة إلى سيف ذي يزن وإلى جانكيزخان وإلى سوبرمان يتحرك و يطير مثل وطواط ومثل كائنات جاءت من الكواكب البعيدة..
الإنسان بطبعه ميال إلى خلق الأسطورة إن لم يجدها و إلى خلق الإله إن لم يكن موجودا وإلى خلق أنهار مقدسة وأشجار و صخور مقدسة تعبد ..
الجماهيرالمسكينة انتظرت على أحر من الجمر الزعيم فلم يأت ..
الجماهير في حاجة إلى أهداب تتمسك بها.. وهاهو علال القادوس جاء في الوقت المناسب وسط عاصفة مطرية لينقذ المدينة من الهلاك العظيم ..
بدا علال القادوس في الصور بطلا قادما من عالم آخر لا يشبه غالب الناس الذين صاروا يخافون المغامرة و يهربون من دجاجة ترقد على بيضها مذعورين…النصيحة دائما هي من خاف نجا..لكن علال القادوس لا يفزع و لا يخف ..
علال خرج في اللحظة التاريخية الحاسمة ليذكرنا بأن الرجال مازالوا موجودين و لا يشبهون كلهم الوجوه التي تطلع في البرلمان وأكلة الشوكولاتة في الحكومة و الأحزاب المريضة بالإيبولا.. علال جاء ليخلصنا بعد أن وعدونا بكل الوعود و ما أن وصلوا إلى الكرسي رموها في الجب و نسوا كل شيء و تركونا لأقدارنا مثل أيتام في مأدبة اللئام..
من يدافع عنا اليوم غير علال القادوس الرجل الحديدي البطل المغوار الفارس المجاهد الكبير.. من يدافع عنا ويخلصنا من مياه الفيضان و قنوات الصرف الصحي المخنوقة؟
من يخلصنا من ضياعنا و خوفنا و بؤسنا اليومي في الحر كما في القر غير علال القادوس الذي خرج إلى الشارع مثلما يخرج بطل في أفلام كارتون يشبه كريندايزر و" بوباي" البحار صاحب السبانج السحرية .. بوباي كانت له صديقة خليلة اسمها أوليف ..لكن الصحافة لم تتحدث عن صديقة علال القادوس ؟.لا شك ستستدرك القضية غدا أو بعد غد أو في فيضان قريب قادم و تبحث حصريا عن من تكون رفيقة حياة منقذ المدينة من الغرق علال القادوس.. حين تكثر المآسي و يتكاثر البشر بدون جدوى مثل فئران وتتبورد الحمير و تركن إلى الظل الخيول المهدودة ويكثر الانتحار والقتل و حوادث الطرق. وحين يعم الفساد في البر والبحر فاعلم أن العالم في حاجة إلى منقذ جديد .. لقد دخلنا غرفة انتظار و لم نخرج منها.
علال القادوس إشارة صغيرة أولى على أن النبي قادم لا محالة ليخلص الأمة من المتاعب التي فاضت وتكاثرت ..
عباس الفاسي لم يصلح زعيما وحميد شباط قال "مبروك العيد" فوجد نفسه في حلبة مع شخص ظهرت علامات الهستيريا في حديثه مع بشرى الضو .. وهل يمكن لإدريس لشكر أو بنكيران ومحند العنصر وصلاح الدين مزوار ولا نوبير الأموي ومخاريق أن يفعلوا ما فعله علال القادوس ؟؟ العدل و الإحسان بشرت الدهماء بقومة قادمة في الخيال لكن علال القادوس لا يحب الخيال ولا يفل الحديد سوى الحديد يمر إلى لاكسيون قبل أن ترمش ..
السياسيون كلهم تقريبا يتحدثون و يثرثرون أكثر مما يفعلون .لكن وحده علال القادوس كان الرجل المناسب في المكان المناسب دون أن ينتظر مهندسي الأشغال العمومية و لا البلدية المريضة و لا خبراء ريضال. غطس في الماء مثل بانغوان وخرج سالما وأنقذ البلد من الغرق..
هناك من قال أنه يستحق وساما وهناك من طالب بجعله عنوانا للمرحلة ..
المغاربة شعب تعود على الركون إلى الخلف و التفرج كأننا في حلبة رومانية ..حين تنتهي الفرجة ويسقط الضحايا و تسيل الدماء و يظلم المظلوم و يضيع الحق في تواطؤ خبيث تذبل رموشهم ورؤوسهم و ينسحبون إلى الوضوء و الصلاة وراء إمام مزيف..
أكيد علال لا يشبههم أكيد..لك النصر والعزة و لك خالص دعواتنا. سننتظرك مرة أخرى لأننا لا نثق في الآخرين.. شكرا لك علال.. عمر أوشن