شهد حفل لإحياء الذكرى المائوية لصدور الجريدة الرسمية المغربية، التابعة للأمانة العامة للحكومة، وحضره عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وإدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، تبادلا لرسائل غير مشفرة بين الرجلين، ففي الوقت الذي تغزل فيه بنكيران بالضحاك أمام الحاضرين في الحفل، بدا الضحاك كمن يصد رسائل التغزل، وقال إن ما يقوم به في عمله، “خدمة لإيماني ولسلطاني" في إشارة إلى الملك محمد السادس
وبينما كشف رئيس الحكومة، أن الأمين العام للحكومة إدريس الضحاك، لم يكن من اقتراحه أثناء تشكيل، كما لم “يعترض عليه احد"، فقد قام بنكيران من جهة ثانية، بتذكير الضحاك، بما يبدو جميلا أسداه له، وقال “حينما كنا بصدد الإعداد لقانون المالية، اتصل بي الضحاك طالبا تمكين الأمانة العامة للحكومة من 15 منصبا ماليا “ من أجل تكوين وتوظيف خبراء قانونيين، يكونون مخاطبين للضحاك في باقي الوزارات، مضيفا أنه قال له “سأعطيك ثلاثون منصبا ماليا" وفق ما نقل عن بنكيران في الحفل المذكور"
وواصل عبد الإله بنكيران تغزله بالضحاك واصفا إياه ب"الرجل الذي لا يوجد في المغرب اليوم من يستطيع ملء مكانه" وبأن “المؤسسات تكبر أحيانا بالرجال الذين يسيرونها"، لكن الامين العام للحكومة، بدا حسب ما نقله الحاضرون في الحفل، كمن هو متوجس من رسائل التغزل التي قصفه بها بنكيران، لما رد قائلا “أنا اشعر مثل ذلك الطفل الذي يملأ فمه بقطرات الماء ليسقي بها الأرض"ن ثم استدرك الضحاك مضيفا “لكن الذي يسقي ارض المغرب هي الإرادة الإلهية أولا، ثم إرادة جلالة الملك محمد السادس ثانيا"، واسترسل الضحاك حاسما “ما أقوم به خدمة لإيماني ولسلطاني"، وهي عبارة اعتبرها بعض المتتبعون دبلوماسية ولبقة، ويفهم أن الضحاك صد رسائل بنكيران واعتبر ما يقوم به يخدم به سلطانه أي الملك محمد السادس وليس شيئا آخر
يشار أن الامانة العامة للحكومة، هي التي تتولى تسيير المطبعة الرسمية وإصدار الجريدة الرسمية، وأمينها العام هو في الحقيقة وزير في الحكومة، ويخضع تعيينه لنفس مسطرة اختيار الوزراء وتعيينهم، وكثيرا ما ووصفت هذه الوزارة بكونها “مقبرة وثلاجة للقوانين"، حيث أنه بإمكان وزير اقتراح مشروع قانون جريء ومتقدم، ولكن قد لا يجد طريقه نحو البرلمان، ويبقى “سجين" رفوف هذه الأمانة العامة للحكومة