"فبراير.كوم" تنقل لكم كواليس ندوة الذكرى المئوية للجريدة الرسمية التي رد فيها الامين العام للحكومة على غزل رئيس الحكومة بتاكيده على أنه من موقعه يوجد في خدمة ايمانه وسلطانه. لم يفلت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مناسبة إحياء الذكرى المئوية للجريدة الرسمية من لدن الأمانة العامة للحكومة، أمس بالرباط، دون أن يوجه رسائل غزل في أمينها العام إدريس الضحاك الذي قال عنه «إنه الوزير الذي لم يقترحه أحد ولم يعترض عليه أحد» حينما كان التشاور حول تشكيل حكومته. بنكيران كشف عما اعتبرهما سرين اثنين في علاقته بالوزير الضحاك، قال في الأول إنهم حين كانوا بصدد الإعداد لقانون المالية اتصل به طالبا منه تمكين الأمانة العامة للحكومة 15 منصبا من أجل تكوين قانونيين يكونون مخاطبين لوزارته في بقية الوزارات، «فقلت له سأعطيك 30 منصبا ماليا». أما السر الثاني، يضيف بنكيران، فيتعلق بكفاءة الضحاك التي قال عنه «إنه لا يوجد اليوم في المغرب رجل يستطيع ملء مكانه». مشيرا إلى أن «المؤسسات تكبر أحيانا بالرجال الذين يسيرونها». الضحاك ردّ على بنكيران بالقول إنه يشعر بأنه «مثل ذلك الطفل الصغير الذي يملأ فمه بقطرات الماء وليسقي بها الأرض» ليستدرك أن «الذي يسقي أرض المغرب هي الإرادة الإلهية أولا ثم إرادة جلالة الملك محمد السادس ثانيا». واعتبر أن ما يقوم به في الأمانة العامة للحكومة «خدمة لإيماني ولسلطاني» على حد قوله. الضحاك قدم لمحة تاريخية عن الجريدة الرسمية التي يعود إصدار عددها الأول إلى نونبر 1912 من لدن المقيم العام الفرنسي بالرباط. بخلاف الجريدة الرسمية في منطقة الحماية الإسبانية التي صدر عددها الأول من مدريد سنة 1913، ثم انتقلت ابتداء من سنة 1918 لتصدر من تطوان، أما في طنجة، التي كانت تحت الحماية الدولية، فلم يصدر العدد الأول بها إلا في سنة 1926. لكن بعد حصول المغرب على الاستقلال توحدت كل تلك الجرائد في جريدة رسمية واحدة. وظلت الجريدة الرسمية تصدر بالعربية، وباللغتين الإسبانية والفرنسية حتى سنة 1975، لكن بعدها استمرت في الصدور باللغتين الفرنسية والعربية فقط، وعبّر الضحاك عن تطلع وزارته إلى أن تصدر الجريدة الرسمية مستقبلا باللغات الإسبانية والإنجليزية كذلك. وصدرت عن الجريدة الرسمية منذ سنة 1912 حوالي 12300 عدد، تضمنت أزيد من 300 ألف نص قانوني، وقال بنكيران إنها وثيقة هامة لأنها تحفظ طبيعة الأمة وهويتها، وبها تنشر الأحكام والقوانين والقرارات والمراسيم التي تهم سير الدولة المغربية. وتصدر المطبعة الرسمية 60 ألف نسخة شهريا، أي 2000 نسخة عن كل عدد في اليوم، وهو ما يعادل 100 ألف صفحة يوميا. وتحدث إدريس الضحاك عما أسماه «التضخم في إنتاج القوانين»، التي أصبح معها من العسير على المختص استيعابها كلها، بله المواطن العادي. وبينما دعا بنكيران الأمانة العامة للحكومة إلى التفكير في أقرب الطرق التي يمكن بها إيصال القوانين إلى المواطنين، وإلى التلاميذ في المدارس والطلبة في الجامعات، ردّ عليه الضحاك بالقول إن المرحلة المقبلة لا بد أن تشهد استعمال طرق جيدة في تبليغ الجريدة الرسمية للمواطنين، مثل استعمال الهاتف، والكتب الوسيطة الميسرة، فضلا عن السماح له بالتفاعل مع القوانين عن طريق التعليق عليها في الموقع الإلكتروني للوزارة. وأعلن في الحفل عن إطلاق موقع إلكتروني جديد للوزارة، كما تم التوقيع على اتفاقية توأمة بين الأمانة العامة للحكومة المغربية ونظرائها لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي بحضور وزير الخارجية سعد الدين العثماني، وممثل الاتحاد الأوربي، والأمين العام للحكومة الفرنسية.