تشهد مدينة تولوز الفرنسية، منذ بدايات الشهر الحالي، مهرجانا ثقافيا يطلق عليه "مهرجان ربيع سبتمبر"، غير أن أحداثا أخرى تخللت المهرجان أدت إلى سحب عمل لأحد الفنانين المشاركين فيه من أجل تهدئة عدد كبير من المسلمين المقيمين. العمل الذي أثار جدالا كبيرا للفنان المغربي، منير الفاطمي، ويعرض من خلال تسليط الأضواء " بروجيكسيون" لآيات قرآنية وخطوط عربية تراثية غير أن بث الأضواء وعرض الآيات يتم على الأرض. يقول الفاطمي، ل " الوطن"، إن عمله الذي يحمل عنوان "الجسر الجديد" حينما جرى عرضه، في الأسبوع الأول لهذا الشهر خلال المهرجان، لم يكن يتوقع على الإطلاق ردة الفعل التي حدثت بشكل قوي من قبل أبناء الجالية المسلمة، والذين احتجوا بشدة على دوائر الضوء التي تظهر آيات قرآنية على الأرض ومن ثم تم سحب العمل من المهرجان. واسترسل الفاطمي مدافعا عن نفسه "لم يكن هدفي خلق الصدمة ولا الاستفزاز، حاولت من خلال عملي أن أتعاطى بصفة شخصية مع موروثي الإسلامي"، بينما أكد أبناء الجاليات المسلمة الغاضبة على أنه مهما كان الغرض من العمل إلا أنه ليس من اللائق وضع القرآن على الأرض.. إن هذا يعد استهانة بقدسية هذه الآيات، فالأرض ليست بالمكان الطاهر أو النظيف بل إن البشر يمشون ويبصقون عليها. وأكد مدير المهرجان، ريجيس دوران، حرصه على التهدئة قائلا "اضطررنا إلى سحب العمل الفني، وهذا أمر مخيب للآمال، لكننا وجدنا أنفسنا في وضعية فيها عنف فلم نرد أن نعقدها". ويرى حسن إيد ميلود، نائب رئيس الجمعية المسلمة في تولوز، أن هذه القضية نتجت عن سوء تفاهم وأن سحب عمل فني أمر مؤسف، حيث إنه قد يكون ضحية خطأ تقني كما يقال. لكن في الوقت الحالي الأوضاع متوترة منذ قضية محمد مراح التي وقعت في مارس من العام الحالي في منطقة تولوز. وأضاف "لا يمكن أن نلقي بكامل المسؤولية على كاهل الدين، فهناك أزمة هوية حادة عند المسلمين. وهؤلاء الذين تصرفوا بهذه الطريقة في الوهلة الأولى لم يدركوا أن هذا العمل تكريم للإسلام وليس إساءة له".