لم تعد مدينة شفشاون مدينة مهرجان غنائي سنوي فقط، كما عهدت من قبل، بل تحولت بفضل مسلسل "لالة منانة"، إلى قبلة لآلاف السياح الذين الذين حلوا بها لاستكشاف سحرها وعوالمها الداخلية التي أذهلت الجمهور المغرب بعد عرض المسلسل المغربي. أغلبية السياح من الذين يحلون بشفشاون يولون أولوية كبرى في برنامج رحلتهم زيارة دار بنات لالة منانة ، ثم راس الما، فالقصبة ، مرورا ب "وطا حمام" ودار شفشاون، قبل إن يختموا رحلتهم بنزهة في أقشور سحر الطبيعة بين شفشاونوتطوان في الشمال. ويجمع اغلبية أصحاب "الرياضات" السياحية والفنادق بمدينة شفشاون على أن مسلسل لالة منانة أعاد الاعتبار الثقافي والإنساني والسياحي لهذه المدينة، التي تعيش آمنة بين جبلين عملاقين، لا تعكر صفو سكونها إلا أنغام "الطقطوقة" الجبلية التي تأسر الزوار والسياح الأجانب. فكما شاهد الجمهور في السلسلة التلفزية، كل شيء في شفشاون لونه أبيض مع بعض الزرقة الجميلة بلون السماء والبحر. مدينة تاريخية ترقد في أمان تحت أشعة الشمس، بل وحتى أرضخا لم تستثنَ من هذه الميزة، إذ يجري طلاؤها باللون الأزرق باستمرار. زوار شفشاون ما بعد شهر رمضان أصبحوا يرددون اسم "دار لالة منانة" أكثر من اسم "راس الماء" لأن هدا المنبع المائي الأكثر جمالية، هو أيضا معلمة سياحية يقصدها السكان بقدر ما يقصدها الزوار. أما حي السويقة فهو أيضا من بين الأماكن الأكثر شعبية، ومن أقدم مناطق المدينة بعد حي القصبة العتيقة. هذا الحي الذي ظهر في السلسلة التلفزية استقبل قبل قرون عشرات العائلات الأندلسية التي نزحت من الأندلس، وتطور مع مرور السنين حتى أصبح واحدا من أكبر الحارات السكنية، ويتشابه هدا الحي مع منطقة سكنية أخرى هي ريف الأندلس الذي استقبل فيما مضى أفواجا كبيرة من النازحين من الأندلس، وهي مدينة شفشاون الساحرة، مدينة دار "لالة منانة".