وسط عاصفة الانتقاد التلفزيوني للبرامج الرمضانية التي امتدت على مدى أكثر من شهر، ظهر هذا الموسم استثناء تلفزي عنوانه "بنات للامنانة" على القناة الثانية في الوقت الذي أخلفت جل الإنتاجات بقنوات القطب العمومي موعدها مع التاريخ مرة أخرى. خلقت سلسلة "بنات للامنانة" الحدث الرمضاني هذا الموسم بامتياز، بدءا من نسب المشاهدة عندما احتلت الصف الثالث ضمن لائحة أفصل خمسة برامج خلال هذا الشهر بنسبة قاربت في بعض الحلقات 60 بالمائة رغم أنها برمجت خلال النصف الثاني من فترة الذروة أو البرايم تايم، وانتهاء بتفوق الجانب الفني للمخرج ياسين فنان. فرغم أن علماء اللغة يقولون إن "الترجمة خيانة"، إلا أن هذه السلسة المغربية لم تخن النص الأصلي وهي تقتبس سيناريو وأحداث مسرحية الشاعر التراجيدي الإسباني الشهير فيديريكو غارسيا لوركا "بيت بيرنادا ألبا"، وملاءمتها مع واقع المجتمع المغربي من خلال استحضار الثقافة الشمالية بامتياز. فالممثلات سامية اقريو والسعدية أزكون والسعدية لديب ونورا الصقلي وهند السعديدي... أدين أدوارا متميزة استثمرن فيها الانسجام في أداءهن في فرقة واحدة لنفس العمل فوق خشبة المسرح داخل المغرب وخارجه، تفوقن على الممثلين الرجال خاصة ادرس الروخ وياسين احجام كما أن هذا العمل سمح من خلال ترجمته إلى عمل تلفزيوني بإبراز وجوه الممثلات وتعبيراتهن وأحاسيسهن، الشيء الذي لم يكن للمشاهد داخل المسرح أن يكتشفه جليا. ليأتي الديكور والإضاءة والملابس والموسيقى بلمسات مغربية خاصة لتأكيد التميز الفني للسلسلة ولتترجم بوفاء المزج بين الغناء والرقص وجمال الأزياء في النص الإسباني الأصلي.