تعال معنا إلى عيد الأضحى. إذا كانت لديك رغبة في قطع الرؤوس، فلا داعي أن تتحمل عناء السفر، وتهاجر إلى سوريا والعراق. بعد أيام سنحتفل جميعا، وكل واحد منا سيقطع رأسا ويشعل نارا ليحرقه. أتفهم غريزة القتل لديك لكن ليس ضروريا أن يكون المقتول بشرا. فما أحلى أن تشتري كبشا لتذبحه بعد ذلك، ويكون قتلك له حلالا ومن عرق جبينك. ناهيك عن أن الخروف ليس شيعيا ولا مسيحيا، إنه مجرد حيوان، وقد اشتريته من مالك الخاص. فرق كبير بين أن تقتل أناسا إبرياء، وبين أن تختار كبشا حسب ذوقك، والأحلى أنك ستلتهمه بعد ذلك، وتقطعه، وتضعه في الثلاجة، وتستفيد من لحمه. أكثر من ذلك، لن تقصفك أمريكا، ولن يقوم تحالف ضدك، ولن تخاطر بحياتك، وجل ما يمكن أن يقع لك، هو أن ينطحك الكبش، أو يهرب، فتقبض عليه وأنت فرحان. ولن يعترض عليك أحد، فالمسلمون جميعا سيحتفلون معك، فهناك إجماع على هذه الجريمة البيضاء، سنة وشيعة وخوارج وعلمانيين وملاحدة، وكل أسرة ستقطع رأس خروفها وتشوطه، وقد تسمع كلاما من بريجيت باردو، لكن لا تبالي، فقد أصبحت عجوزا شمطاء، ولا أحد يهتم بها اليوم، وإذا اهتم بها أحد، فإنه يبحث عن صورها وهي مازالت صغيرة، وحين كانت منشغلة بإغراء الرجال، وليس بالدفاع عن الفقمة والخرفان. إنه مرض يصيب المشاهير حين يتقدم بهم العمر، والنساء خاصة، تخونهن أجسادهن، فيعوضنهن بالحنان الزائد عن الحد. تعال أيها الداعشي الصغير وعوّض أنت أيضا نوازع القتل لديك، وتخيل نفسك وأنت تذبح كبشك أنه رافضي أو كافر أو مرتد أو نصراني. تخيل ما تشاء وستشعر بنشوة. نعم يمكنك أن تولغ في دم الخروف، تماما كما كنت ستفعل بالبشر، ويمكنك أن تقطعه كما تشاء، وتخرج أمعاءه وتغسلها وتطبخها. نحن أيضا عندنا فيديو ويوتوب، وبإمكانك أن تصوره، وأن تتخذ الكبش رهينة، وتطالب بفدية، وتحدد موعدا لذبحه، صبيحة العيد. كل ما ترغب فيه متاح لك. تعال ولا تتردد ولنعلنها نحن المسلمين هدنة لنكف عن ذبح البشر، ولنجرب أن نكتفي بالخرفان. العالم كله صار يخاف منا، تعال إذن، لنتمتع بالذبح القانوني والحلال، والذي يتفهمه العالم الحر ولا يحتج عليه ولا يعتبره إرهابا بل ثقافة وعادات. لن أقول لك كم ستشبع، أنت تعرف هذه المتعة التي لا يوفرها أي عيد في أي دين آخر، وستوقد نار الفحم وتشوي اللحم وتبخر الرأس الذي قطعته بيديك وبسكينك المشحوذ. لن يوفر لك أبو بكر البغدادي هذه السعادة، ولن تتمتع بهذه الوليمة المفتوحة على عدة إيام، ولن ينعتك أحد بالمتوحش والإرهابي والبربري، سنتشارك جميعا هذه المتع، وستفترس خروفك وأنت بين أهلك وفي وطنك. تعال أيها الداعشي الشاب تعال فأجمل الخرفان هي تلك الكافرة والمتنطعة والحرون وذات القرون، تذبحها كما تذبح عدوك وتلتهمها التهاما، وتشعر بالنصر والقوة وأنت تقوم بذلك. أما عن الله سبحانه، فهو هنا معنا في المغرب. سبحانه موجود في كل مكان وهنا أيضا توجد طريق سالكة إلى الجنة، ومن الجنون أن تعتقد أن الله يدعوك إلى أن تسافر إلى الشام لتصعد إليه. قدم خدمة لبلدك ازرع أملا علم صبيا اقرأ كتابا ساعد مسنا على عبور الطريق ساهم بعمل ينفع الناس فلا تتخيل أن الله معك وأنت تقتل بشرا خلقهم، ولن يمنحك تعويضا على السفر من أجل أن تقطع الرؤوس، إنه لم يأمركك بأي شيء من هذا، والبشر كلهم أبناؤه، فقد سن لنا عيد الأضحى، كي لا نقتل أبناءه، تأمل حكمة العيد أبها الداعشي الصغير، تأمل هذه التضحية، تأمل ماذا يعني أن تعبد الله، وتعال. الله سبحانه يعلم نوازع عبيده ويعلم الشر الكامن في المؤمنين به وغير المؤمنين ويعلم كم نشتهي القتل تعال إلى عيد الأضحى واذبح خروفك والتهمه ولا تكفر وتأكل لحم البشر ولا تصور نفسك ولا تنهش لحم المسيحي والشيعي نيئا تعال أيها الداعشي الصغير تعال نلف الشحم على الكبد تعال إلى هذه المجزرة البيضاء اللذيذة تعال نوقد النار ونبيد الخرفان الكفرة تعال نتلطخ بالدم ونلوي المصارين على أيدينا تعال نتجول في الأسواق ونصور فيديو ونحن نشد الكافر من قرنيه ونذهب به فرحين إلى البيت ونذبحه على أنغام الموسيقي وصراخ الأطفال المذعورين.