"إنها مهزلة التحكيم المغربي".. هذا هو الاعتقاد الذي خرج به كل من حضر مباراة الوداد البيضاوي ورجاء الجديدي، عصر اليوم الأربعاء، في إطار سدس عشر نهائي كأس العرش، بالمركب الرياضي محمد الخامس. فرغم كل ما سمعناه طيلة الفترة الماضية من أحاديث عن تغييرات جذرية في مديرية التحكيم ومن رغبة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، محمد لقجع، في إصلاح هذا الركن الأساسي في معادلة كرة القدم الوطنية، ذهب أدراج الرياح، بقرارا ثلاثي التحكيم المنتمي إلى عصبة سوس الذي قاد مباراة اليوم.
لقد أظهرت مديرية التحكيم، رغم أن عمر من أسندت له لا يتجاوز الشهر أن الأمور ستظل على حالها وسيبقى التحكيم أحد أسباب مرض الكرة المغربية بل أحد أسباب الشغب بامتياز.
في السنوات الماضية كان الجميع يعلق المشاكل على مديرية التحكيم، والآن على من سنعلق هذا المشكل على مشجب لقجع أم على مشجب مساعديه الذين لن يرضوا أن يعود الجمهور إلى مدرجات الوداد ولن يرضوا أن يسمعوا آهات جمهور فريميجة مع لمسات لاعبي الفريق الأحمر، لن يرضوا أن يروا مكتبا مسيرا منسجما ورئيسا شابا يصرف بكل ما أوتي من قوة من أجل ألا يحقق أمنية من قال يوما "أقسم بالله أن تظل مباريات الوداد دون جمهور وأن تظل بالبيضاء فرقة وحدة هي الرجا".
الأخطاء التي ارتكبها اليوم الثلاثي (سعيد القادري، ومساعديه رشيد الفاسي وحاتم مولاي ابراهيم) لا تغتفر ولا تعد ولا تحصى بداية من التسلل الخيالي الذي كان يرفع من أجله الراية (خمس حالات لمالك إيفونا وثلاثة لبكاري كوني) وانتهاء بضربة الجزاء التي لا توجد إلا في مخيلة الحكم.
هذا دون الحديث عن الهدف الصحيح الذي سجله إيفونا وأقسم الحكم ألا يحتسبه والأخطاء الكثيرة..
قلنا في البداية إنها مهزلة تحكيمية لأن المديرية أخطأت بتعيينها حكما مبتدئا ألف مباريات القسم الثاني والهواة، ولم يكن في أي وقت من أوقات المباراة قادرا على التحكم فيها.
المسؤولية يتحملها لقجع وحدقة معا أما الحكم فقد ظهر أنه لم يتسطع تحمل مسؤولية قيادة مباراة فكيف نحمله مسؤولية مهزلة التحكيم المغربي.
وما حدث اليوم يدعو إلى التأكيد على ما قلناه سابقا أن هناك فعلا من لم تعجبه الانطلاقة الحقيقية للوداد ولن تعجبه كما لن تعجبه الاهتمام المتزايد بالفريق في الفترة الأخيرة..