يقول الكاتب البولندي ريزارد كابوسينسكي " تفقد الحقيقة أهميتها عندما تتحول المعلومة إلى عمل تجاري". وهذا ما ينطبق على حملات التضليل الإعلامي التي تمارسها الجزائر وبعض المنظمات غير الحكومية لإخفاء وحشية جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف، وذلك للافتراء على الرأي العام الدولي. لكنها بالمقابل تعمل على خلق أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة وتنسبها للحكومة المغربية. وحتى نكشف الوجه الأخر للعملة وبعض الحقائق التي يعمد الإعلام على تغييبها لابد من استحضار مجموعة من الوقائع. حيث أنه في الشهور الأخيرة قامت مجموعة من النساء الصحراويات بوجوه مخفية بالتظاهر ضد سياسة قيادات جبهة البوليساريو بمخيمات الرابوني. وتجمع المتظاهرات بالقرب من مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (ACNUR) للتنديد بصمت المنظمات الدولية عن ما يجري داخل مخيمات تندوف، وكذا ضد موقف السلطات الجزائرية بخصوص الاعتداءات الجنسية اليومية وانتهاكات لحقوق الإنسان وحرية المحتجزين. المتظاهرات كن رفقة مجموعة من النشطاء في "الحركة الشبابية للتغيير" مطالبين عبر شعارات ميلشيات البوليساريو بالكف عن انتهاك حقوق المدنيين بمخيمات تندوف وعن الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها النساء الأرامل عند ذهابهن لاستلام المساعدات الغذائية المقدمة من قبل المنظمات الدولية. كما قاموا بإرسال أشرطة فيديو للتنديد بالاختلاسات التي تعرفها عملية توزيع المساعدات وكذا ضد الممارسات اللاإنسانية في حق المحتجزين. كما طالبوا المنظمات غير الحكومية المتواجدة بالإقليم للتقصي في الإعتداءات التي يتعرض لها سكان تندوف، ورفعت دعاوى بالمحاكم الإسبانية بخصوص هذا الشأن. كما قامت مظاهرات ضد جبهة البوليساريو قاموا بها نشطاء أمام مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأممالمتحدة بجنيف. وأخرى بمدينة العيون قامت بها قبيلة الركيبات بسبب اعتقال أحد أفرادها المسمى غيلاني لحسن من قبل قيادات جبهة البوليساريو بسبب مواقفه المعارضة لهذه الأخيرة. الجيش الجزائري يتدخل في حالة وقوع اضطرابات ليظهر لقيادات الجبهة أن المتحكم الأساسي لشعب يناضل من أجل "الإستقلال" مصطلح السيادة هذا الغريب، خاصة وأن أي حوار مع هؤلاء رهين بتواجد السلطة الجزائرية. كما أن اللجنة الدولية لاحترام وتطبيق الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ندد بانتهاكات لحقوق الإنسان بمخيمات نتدوف، وبحالات آلاف الأشخاص المحتجزين بدون قوة ولا موارد. وأشارت نفس اللجنة إلى أن منظمة العفو الدولية قامت بتقرير سنة 2010 يقر بقيام جبهة البوليساريو بأعمال وحشية. وخلال سنوات السبعينات ونهاية الثمانينات تعرضت 300 عائلة اسبانية من جزر الكناري لأعمال عنف أغلبها ناتجة عن متفجرات بالقنابل استهدفت بالأساس عمال الشركة الإسبانية "Fosbucrá". إضافة إلى اعتقالات بالجملة في حق البحارة الإسبان الذين كانوا يعملون بمناطق الصيد الواقعة بين الصحراء وجزر الكناري. كما عمدت عناصر من البوليساريو على رشق ومهاجمة السفن وطاقمها. ويرجع الاعتداء الأكثر دوموية إلى يوم 29 نونبر 1978 حين أقدم نشطاء انفصاليين باقتحام سفينة " Cruz del Mar" وقتلوا سبعة من عناصرها العشرة. وفي اليوم ال3 من نونبر 1980 اختفى الصياد الإسباني مينسي دي أبونا على بعد أميال من شواطئ الصحراء. وبعد هذا التاريخ بشهر ظهرت جثة بحار دومنغو كينتانا تطفوا فوق الماء وهو مكبل الأيدي والأرجل وعليه أثر التعذيب العنيف والخنق قبل إلقاءه في البحر. بينما زملائه الستة عشر لم يعرف مصيرهم. وفي ال 10 من شهر يناير لعام 1976 انفجرت قنبلتين بالقرب من الحزام الناقل للفوسفاط عندما مرت قافلة مدنية متوجهة نحو مدينة العيون. راح ضحيتها السائق ريموندو بينيالبير وثلاثة عمال، وجرح آخرين. في حين فقد فرانسيسكو بصره وسمعه والمتوفي عام 2006، سنة بعد اعتراف حكومة خوسيه لويس ثباتيرو أنه ضحية الإرهاب. كما اعتقل العديد منهم وقتلوا وجرحوا من طرف عناصر جبهة الانفصال رغم أنهم أنصفوا قانونيا إلا أنهم لا زالوا يحتفظون بآثار نفسية من هول ما تعرضوا له. وقال رئيس جمعية جزر الكناري لضحايا الإرهاب إنه " في ال 35 سنة الأخيرة تشكلت بروباغندا رومانسية عن جبهة البوليساريو، الشيء المخالف للحقيقة" نظرا لجرائم هذه الأخيرة. ونجد أن التيارات اليسارية الأمريكو-لاتينية هي الأكثر حماسة للدفاع عن هذه الصورة الخاطئة. العالم اليوم لم يعد يصدق هذه الأخبار الباطلة. وكما يقول الكاتب الإسباني الشهير ثربانتيس "الباطل له أجنحة ويطير، لكن الحقيقة تنتصر في نهاية المطاف". نفس الشيء ينطبق على حمالات التضليل الإعلامي الجزائري بخصوص قضية الصحراء وجبهة البوليساريو الإنفصالية. المصدر: http://www.diariosigloxxi.com/texto-diario/mostrar/181934/atrocidades-del-frente-polisario-en-el-sahara-occidental#.U94ff8u1Em