تظل الصلات والوشائج بين الشعوب والأمم أقوى وأصلب جدا من هفوات وحماقات عابرة لا يقدر أصحابها عواقبها وتأثيراتها على علاقات مصر الخارجية ومصالحها الوطنية، خصوصا مع البلدان العربية الشقيقة التى كانت لها مواقفها المشهودة فى دعم ومؤازرة الإرادة الشعبية المصرية التى تجلت فى أنقى وأبهى صورها فى 30 يونيو.
ودون شك فإنه لا يوجد أى مبرر منطقى مقبول للإساءة لبلد كالمغرب، فمصر شعبا وقيادة وحكومة لا ترضى عن الإساءة للمغرب وملكها، فالمحروسة تحمل كل تقدير وامتنان للشعب المغربى، ولا يمكنها السماح لتصرف فردى غير مسئول من مذيعة بإحدى الفضائيات بالإضرار بالعلاقات المصرية المغربية على الصعيدين الرسمى والشعبي.
فما جرى شكل صدمة للمصريين قبل المغاربة الذين يكنون محبة واعتزازا بالغا لأرض الكنانة وأهلها، وكانوا دوما من الداعمين والمساندين لها وقت الشدة والأزمات، ولذلك كان رد فعل المصريين غاضبا ومستهجنا لما بدر منها. بل إن وزير الخارجية سامح شكرى أبدى خلال لقائه أمس الأول مع رؤساء تحرير الصحف المصرية امتعاضه من الموقف، وعبر عن ارتياحه لمواقف المصريين ووسائل الإعلام المصرية باستنكارها هذا التصرف.
وفى هذا السياق فإن مصر تتفهم رد الفعل الغاضب من جانب وسائل الإعلام المغربية وتوجيه انتقادات عنيفة لاذعة، وسبب التفهم أنها تعبير عن حالة من الدهشة من صدور إساءة كهذه من أناس فى دولة شقيقة كمصر يحملون لها كل ود ومعزة، ولعلنا لاننسى فى هذا الإطار وجود روابط ثقافية وفنية وطيدة بين البلدين كان لها تأثيرها فى تعزيز قوتهما الناعمة عربيا ودوليا.
ويعلم الشعب المغربى أن الواقعة المسيئة غير معبرة عن مصر وشعبها، وأن لدى الطرفين الرصيد الكافى الذى يسمح بتجاوزها ومواصلة تعاونهما المثمر المبنى على الاحترام والتقدير المتبادل.