افتتح، أمس الخميس بالدار البيضاء، معرض جماعي للفوتوغرافيا وفن الفيديو المعاصر تحت عنوان"نيو أفريكا"، (إفريقيا الجديدة)، وذلك بحضور شخصيات من عالم الفن والثقافة. ويقدم هذا المعرض الجماعي، الذي يشارك فيه فنانون من أقطاب عربية وإفريقية متعددة، أعمالا فوتوغرافية تتيح لزواره الاطلاع على مشارب ومدارس متنوعة من الفن المعاصر .
ومن خلال ما يعرضه هؤلاء الفنانون من جيل الشباب، يتمكن المتلقي من السفر عبر تيارات ثقافية واجتماعية من منابع إفريقية تتيح له الاقتراب من ثقافات وتاريخ شعوب القارة السمراء في تلاقح فني مع الحضارة العربية بمختلف تلويناتها.
هو معرض إذن بحمولات مختلفة الدلالات، يعكس الانتماءات الفنية للعارضين الذين يسعون إلى استعراض المكنونات الثقافية والفنية لبلدانهم عبر صور تمثل رحلات استطلاعية تسبر أغوار قارة تغري عشاقها باستكشاف المزيد من كنوزها.
عدسات حاولت التقاط وتجميع كل التفاصيل المتعلقة بحركية الشعوب، وبثقافتهم، وتقاليدهم، وأصولهم، وتراثهم، وأيضا استرجاع بعض ملامح الموروث الحضاري والذاكرات الفردية والجماعية لتلك الشعوب المتسمة بحيوية كبيرة وقدرة على الحفاظ على أصولها مع تطلع دائم نحو المستقبل.
وإلى جانب الصور الفوتوغرافية، تم عرض فيديو بعنوان " ميدل سي"، (البحر المتوسط)، الذي تم تصويره في 2008، للفنانة الفرنسية من أصل جزائري زينب سيدرا، وهو فيلم من 16 دقيقة يروي قصة رجل، يعيش بين مدينتي الجزائر ومارسيليا، ويقضي أيامه متأملا البحر، ذلك الامتداد الأزرق "الذي يجمع ويفرق في الآن ذاته"، ويبعث على التساؤل الدائم حول مصائر الأشخاص الذين عبروا من هناك.
غير أن السؤال الاكبر الذي يطرحه الفيلم، يكمن في قدرة المجتمعات المعاصرة ، ليس فقط داخل قارة ممتدة الأوصال كالقارة الإفريقية، وإنما عبر عالم متحول، على تحقيق التناغم والانسجام بحيث يكون لكل فرد موقعه ضمن نسيجها رغم اختلاف الانتماءات والحساسيات.
ويشارك في هذا المعرض، الذي يحتضنه رواق (كولت غاليري إي إديسيون)، الفنانون إيمان فكير ومالك نجمي ومحمد ارجدال من المغرب، وزينب سيدرا من الجزائر، وليلى أدجوفي من البنين، وجورج آود وتانيا الطرابلسي من لبنان، وعمر ديوب من السينغال ، وفرانسوا كسنفيي جبري من ساحل العاج، وكيلوانجي كيا هندا من أنغولا، وغراس نديريتو من كينيا.