في جميع الوقفات التي نظمت من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي حركة عشرين فبراير الذين اعتقلوا من وسط المسيرة النقابية بالدارالبيضاء يوم 6 أبريل ، حمل بعض الشباب من الاتحاد التعليمي لتغيير النظام التعليمي صورا لشخصية كارتونية صفراء، مكتوب عليها الحرية لبارت سيمسون.. الحرية لأيوب بوضاض. يبلغ أيوب بوضاض 19 سنة، طالب مهندس مشهود له بالتفوق وهو أيضا ناشط في حركة عشرين فبراير بالدارالبيضاء و أيضا في التنظيم الطلابي المذكور سابقا، معروف بين رفاقه بحيويته و تحركاته الكثيرة في المجال الثقافي أيضا، حيث كان ينشط النقاشات التي يقوم بها الشباب الكازاوي في إطار حملات نوض تقرا أو الفلسفة في الزنقة.
في غرفته كانت صور الشخصية الكارتونية لبارت سيمسون موزعة في جميع الأرجاء و أيضا لعب من الصوف تمثل نفس الشخصية.
على عكس أيوب المتفوق دراسيا، شخصية بارت تمثل طفلا شقيا كسولا يدرس بالمستوى الرابع ابتدائي،مقابل أخته الذكية و المهذبة ليزا ، و كلاهما أبناء هومر ومارج: أفراد الأسرة الأكثر شهرة في أمريكا منذ نهاية الثمانينات.
ظهرت شخصية بارت أول مرة عام 1987 في حلقة من سلسلة ليلة سعيدة و هي من رسم و إبداع ماط كرونين الذي رسم جميع شخصيات السلسلة أيضا.اسمه الكامل بارثولميو جوجو سيمسون ، طفل مشاكس متمرد ضد جميع السلط، سواء كانت الأب السكير هومر أو المدرسين..
بلغت شهرت بارت مستوى كبيرا حتى أطلق عليها ظاهرة البارتمانيا في الأوساط الإعلامية، و طبعت قمصان يرتديها المراهقون تحمل صوره و كلماته التي يكررها،وكان مغني البوب الراحل مايكل جاكسون معجبا به إلى درجة أنه كتب أغنية عنه عام 1990 بعنوان " دو ذي بارتمان" كما صنفته مجلة التايم عام 1998 ضمن مائة أهم شخصية مؤثرة في القرن العشرين،وكان الشخصية الكرتونية الوحيدة في اللائحة .
غير أن المثير أن صوته تقدمه ممثلة وليس طفلا كما هو متوقع، وهي الفنانة نانسي كارتريات التي حصلت عن أداءها على جائزتين في الإيمي أواردز كما منحت نجمة في شارع النجوم بهوليود.في اَخر موسم للسلسلة ارتفع أجرها و تقاضت عن دورها 400 الف دولار عن كل حلقة.
تأثير بارت على الشباب كان موضع جدال في الأوساط التربوية الأمريكية التي رأت أن تمنع ارتداء قمصانه في المدارس لما يثيره من تحريض على التمرد، إلا أن مصالح البريد الأمريكي أصدرت في أبريل 2009 سلسلة من طوابع بريدية من فئة 44 سنت خصصتها لبارت سيمسون باعتباره يمثل روح الانتقاد و التمرد التي يجب أن يتمتع بها الشباب الأمريكي.
في جميع حلقات السلسة الشهيرة كانت مقالب بارت سيمسون المضحكة تجر عليه الغضب و كثيرا ما سجن إلا أنه في الأخير كان ينجح من الإفلات من العقاب بعد أن يجعل القاضي و مجتمع مدينة سبرينغفلد المتخلية يرقون لحاله و يعطونه فرصة أخرى أو يتفهمون سر تمرده.هل يكون لبارت سيمسون نفس الحظ في الدار البيضاء؟