سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تغريدة طائشة: الفاشية رأي سياسي تقبله الديمقراطية الحديثة مادام سلميا لكن رفع حقوقي لصورة المجرم بشار بوقفة بالرباط هو اكبر اهانة للنضال الحقوقي في تاريخ المملكة الحديث
شهد حدث تنظيم مجموعة من الحقوقيين المغاربة، لوقفة احتجاجية مناهضة للخيار العسكري الغربي في سوريا، رفع صور الجزار بشار الأسد وشعارات مؤيدة له، مما أثار جدلا كبيرا ما بين النشطاء المغاربة على المواقع الاجتماعية. يعتبر اختيار كل قومي عربي مغربي موقف المساند لمجازر الأسد، حرية تعبير عن موقف سياسي، رغم نذالة هذا الموقف وعدم انتصاره للحق في الحياة، لكن الديمقراطية الحديثة تضمن للفاشية حق التنظيم والتعبير عن مواقفها في كل الدول الديمقراطية الحديثة، فاليمين المتطرف في فرنسا الممثل بالجبهة الوطنية، فصيل سياسي يشارك في الانتخابات ويحضر البرامج الحوارية السياسية التلفزية، وله أنشطة سياسية علنية ومقرات حزبية، وذلك وفق القانون والدستور الفرنسي، الذي يضمن حق التنظيم السياسي والتعبير، مادام سلميا وبعيدا عن العنف.
لكن غير المقبول أخلاقيا هو أن يقدم ناشط حقوقي على رفع صورة الجزار بشار الأسد في ساحة البريد بالرباط، علما أن هذا الجزار قتل أزيد من 100 ألف سوري في حرب كان اغلب ضحاياها من الأطفال والنساء، في كل من حماة ودرعة وحمص وريف دمشق والقامشلي وغيرها.
الحقوقي المغربي الذي يقدم على خطوة مخزية كهاته، يسيء من غير أن يدري لأطار حقوقي له تاريخ نضالي مشرف، وهنا اقصد الجمعية المغربية لحقوق الانسان، ويجعل من كل المعادين لحقوق الانسان، يركبون موجه التنقيص والطعن في مواقف الجمعية، بحجة أنها تضم في عضوية مكتبها المركزي شخص داعم لسفاح اسمه بشار الاسد.
معاداة الحروب هو موقف سياسي نبيل، وكل شرفاء العالم يعلمون أن الغرب بقيادة امريكا، لا يحمل طبعا الورود للشعب السوري، بل سيقصف بصواريخه وطائرته القرى والمدن السورية، والضحايا سيكونون كما في غالب الحروب من النساء والأطفال والأبرياء، الذين لا ذنب لهم في كل ما مارسه النظام السوري الفاشي الدموي.
وبالعودة الى وقفة الرباط المناهضة للحرب، يلاحظ أن الشبكة الديمقراطية التي دعت لخطوة الاحتجاج، لم تنظم منذ أزيد من سنتين اي وقفة احتجاجية، تدين فيها الاعتداءات الهمجية على الشعب السوري من طرف النظام الدموي او من غيره من اطراف المعارضة السلفية المسلحة. مما يجعل تنظيم وقفة لادانة تدخل عسكري لم يتم بعد الشروع فيه، يطرحا الكثير من الريبة والشك، خاصة مع تسجيل حضور رموز من حزب الاستقلال، الذي ساند ودعم الانقلاب العسكري في مصر بشكل واضح وصريح، بل أن قيادة هذا الحزب تسعى وتبدل مجهودات جبارة لاقناع القصر باعادة تجربة مصر في المغرب، والانقلاب على انتخابات 25 نونبر 2011، التي جاءت بحكومة يرأسها حزب مقرب من جماعة الاخوان المسلمين، رغم ان جزء من الديمقراطيين يسجل على هذه الحكومة قلة الصلاحيات وعلى الانتخابات نسبة المشاركة الضعيفة.
ان رومانسية الموقف السياسي المساند لقضايا الأمة العربية، كما أسس لها البعثيون والناصريون، وفق إيديولوجية فاشية لم تكن نتائجها في كل من مصر وسوريا وليبيا والعراق، سوى إنتاج أنظمة شمولية ديكتاتورية وفاشية، قتلت شعوبها وأفقرتها وشردتها في بقاع العالم.
مما يوجب في الوقت الراهن على كل مناصر للسلم و للحرية والعدالة الاجتماعية الوقوف على إشكالية مهمة هي كيف يمكن أن نربط قيم القومية العربية بثقافة حقوق الإنسان؟. فالتجارب السياسية بالمنطقة لحكم الأحزاب القومية البعثية بكل أنواعها، أنتجت فقط حزبا وحيدا وقهرا وفسادا ودكتاتوريات، ومستعدة للتضحية بكل الشعب من أجل البقاء في السلطة، والمجرم بشار الاسد هو اخر نموذج لهذا النوع السيء من الدكتاتوريات، لهذا فرفع صورة هذا المجرم من طرف مناضل حقوقي، هو اكبر اهانة لحقوق الإنسان في التاريخ الحديث للمملكة السعيدة.