يواجه عبد الإله بنكيران عواصف كبرى داخل حزبه بسبب قبوله فتح مفاوضات مع جميع أحزاب المعارضة بما فيها البام الذي كان يتهمه الحزب بانه السبب في كل " الويلات" التي كادت تعصف باستقرار المغرب و بالتحكم و حراك الشارع ضده في 20 فبراير. منتقدو رئيس الحكومة وعلى راسهم افتاتي؛ يتمنون فشل مفاوضات بنكيران مع التجمع الوطني للأحرار كي يقنعوه بالذهاب إلى خيار " حط السوارت" و تنظيم انتخابات سابقة لأوانها.
الأوضاع داخل حزب الدكتور الخطيب تبقى، برأي متتبعين، قابلة للانفجار في أي لحظة، إذ ما انفك صقور الحزب يتهمون أمينهم العام بتقديم تنازلات لمن يصفونهم باقطاب " الدولة العميقة" والقبول بالجلوس إلى من كان يدعوهم سابقا ب" التماسيح والعفاريت"، وهو ما من شأنه أن يفقد، حسب، هؤلاء، الحزب مصداقيته امام ناخبيه ويضرب بعمق الشعارات التي ظل يرددها. أي محاربة " الفساد والاستبداد".
بنكيران من جهته يتهم منتقديه بالتشويش على مسار مفاوضاته مع الأحرار من أجل افشالها عبر تصريحات نارية وغير موزونة لا تؤمن بأن السياسة هي فن الممكن وأن خصم امس قد تفرض ظروف اليوم أن يتحول إلى حليف مراعاة لاستقرار البلاد قبل كل شيء خاصة ان المحيط الاقليمي يشهد متغيرات جارفة و ينبئ بخريف عربي ينذر بحروب أهلية وطائفية. ما يعني ان الدولة لا تدار بمنطق الحزب ، هذا ما فهمه بنكيران ويجهله افتاتي ومن منعه.