كشفت مصادر مقربة من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ل"كود" أن اعتذار الأخير عن غياب الباطرونا عن لقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة للمغرب، وتبريره موقفها ، راجع أساسا إلى دخول "جمعية آمال مقاولات" القريبة من الحزب على خط تنظيم الزيارة وتوجيه الدعوات لرجال الأعمال، في حين أن الأمر يتعلق بزيارة دولة وليس نشاط حزبيا أو لقاء جمعويا، مما أساء إلى الزيارة وجعل حصيلتها الاقتصادية هزيلة، إلى درجة أن بنكيران شعر بالحرج أمام ضيفه الكبير التي ترك بلاده تشتعل بنيران الاحتجاجات، وجاء رفقة عدد مهم من رجال الأعمال الأتراك لبحث سبل التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، بسبب غياب الأقطاب الكبرى لرجال المال والأعمال المغاربة، واضاف المصدر ذاته أنه ما كان لجمعية "صغيرة" تأسست حديثا أن تنفرد بتنظيم زيارة من هذا الحجم ، لأن الأمر يتجاوزها بكثير. أردوغان أحرج بنكيران أيضا بطرحه قضايا التعاون العسكري والأمني بين البلدين التي لم يتلق إزاءها أجوبة شافية من برئيس الحكومة لأن القرار في ملفات حساسة من هذا النوع يتجاوزه، وعلم أردوغان من الملك شخصيا أو من مقربين منه، بأن سيزور تركيا في مطلع سنة 2014 ، وهو ما غاب عن بنكيران أيضا.
من جهة أخرى، وصفت مصادر من الباطرونا ل"كود" حصيلة زيارة أردوغان للمغرب بالسلبية، في وقت تستعد فيه الجزائر لاستقبال زعيم تركيا وتهييء اتفاقيات مهمة تشمل التعاون الاقتصادي والأمني ، ما سيجعل المغرب يضيع حليفا استراتيجيا كبيرا، لا يهتم بلغة المجاملات التي التزم بها بنكيران، بقدر اهتمامه بالانجاز والعمل، فأردوغان لا يضيع وقته في مقارعة "التماسيح" و تبادل لغة المودة... مع مضيفيه يضيف المصدر ذاته.