وقال عبد العزيز أفتاتي، قيادي حزب "العدالة والتنمية" إن "الخاسر الأكبر من مقاطعة زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمغرب هو المغرب نفسه".وجاء تصريح أفتاتي هذا على خلفية قرار "الباطرونا" (الاتحاد العام لمقاولات المغرب) مقاطعة زيارة أردوغان للمغرب. واعتبر أفتاتي زيارة اردوغان للمغرب فرصة تاريخية لتصحيح العلاقات التجارية وتوطيدها مع تركيا، نافيا أن تكون الحكومة خاسرة من مقاطعة الباطرونا للزيارة وب"أن الخاسر الأكبر هو المغرب". ونفى أفتاتي أن تكون خطوة "الباطرونا" جديدة عليهم أو فاجأتهم، بل إن هذا يذكرهم بحملات سياسية سابقة دون أن يقدم توضيحات أكثر. وهون أفتاتي من قرار "البطارونا" مقاطعة زيارة أردوغان، موضحا أن "الباطرونا" ليست هي الممثلة الوحيدة للنسيج الاقتصادي بل هناك العديد من الجمعيات والغرف المهنية التي يمكنها أن تمثل المصالح الاقتصادية للمغرب. وعما إذا كان قرار "الباطرونا" يندرج في إطار مساعي "للتشويش" على حكومة بنكيران، قال أفتاتي إن "الباطرونا" مطالبة بأن تصارح الشعب بحقيقة موقفها، نافيا أن تكون الحجج التي بررت بها قرارها مقنعة حتى بالنسبة لأصحابها. واتهم القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بالعمالة لصالح فرنسا وخدمة المصالح الإقتصادية لهذه الأخيرة، على خلفية امتناع الاتحاد عن استقبال وفد لرجال أعمال أتراك، خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردغان إلى المغرب قبل أيام.وشن أفتاتي الذي كان يتحدث خلال لقاء نظمه الفضاء المغربي للمهنيين بمدينة طنجة، صباح يوم السبت، هجوما قويا على "الباطرونا"، حينما وصف أعضاءه بأنهم يفتقدون ل"الوطنية"، متهما إياهم بالعمل بالوكالة من أجل خدمة الاجندة الاقتصادية للفرنسيين على حساب المصلحة الوطنية. واسترسل برلماني حزب المصباح في انتقاده للاتحاد العام لمقاولات المغرب، من خلال اتهام أعضائه بالسعي وراء "البقشيش الفرنسي" الذي يتطلب إبداء مواقف من قبيل الامتناع عن استقبال الوفد الاقتصادي التركي، مما يعتبر، حسب القيادي الاسلامي "تدنيا أخلاقيا غير مسبوق". ولم يتوقف أفتاتي عند هذا الحد في انتقاده ل"الباطرونا"، حيث واصل هجومه على هذه الهيئة الاقتصادية، عندما اعتبر أعضاء هذه الأخيرة بالحرص فقط على تنمية ثرواتهم ضدا على المصلحة الوطنية، مشيرا في ذلك إلى استفادتهم الكبيرة من صندوق المقاصة "الله اعلم بحجم نفقات المحروقات المدعمة التي يستفيدون منها"، يقول أفتاتي ضمن حديثه. وكانت "الباطرونا" قد قررت بشكل مفاجئ مقاطعة زيارة أردوغان للمغرب التي تبدأ يوم الاثنين 3يونيو. وبررت الباطرونا قرارها لكون الحكومة لم تشركها في ترتيبات الزيارة ولم تشعرها بها إلا قبل ثلاثة أيام فقط وهو ما رأت فيه تقليل من شأنها. واعترف عبد الإله بنكيران بتقصير حكومته في التنسيق مع الباطرونا التي غابت عن لقاء رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان. وقال بنكيران في تصريح صحفي أدلى بها بمناسبة استقباله رئيس الحكومة التركي إن موقف الباطرونا مبرر وسليم لأن التنسيق معها لم يكن جيدا، وهو ما شكل ردا صريحا من قبل رئيس الحكومة على اتهامات سلكها قياديون في حزبه ضد رئيسة الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، وعلى رأسهم النائب البرلماني، عبد العزيز أفتاتي، الذي انتقد في تصريحات إعلامية غياب الباطرونا عن لقاء أردوغان معتبرا أنها لا تمثل وحدها النسيج الاقتصادي المغربي،كما لم يتردد بعص اعضاء العدالة و التنمية في اتهام الاتحاد العام بتلقي إشارات من جهات خارجية لاعتبارات سياسية لافشال التقارب مع تركيا خدمة لما وصفوه ب "مصالح اللوبي الفرنسي بالمغرب". من جهة أخرى، وصفت مصادر حصيلة زيارة اردوغان الذي كان مرفوقا بوفد مهم من رجال الأعمال، للمغرب بالمحدودة و أنها لم ترق إلى ما كان منتظرا منها، إذ تم الاتفاق فقط على تشكيل لجنة عليا مختلطة تهتم بالبحث عن سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين.