وجهت مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ضربة موجعة لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، حين اتصلت به هاتفيا في آخر لحظة لإخباره بقرار الباطرونا مقاطعة أنشطة الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان للمغرب. وقالت مصادر من داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن مريم بنصالح المتواجدة حاليا خارج المغرب، شرحت لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أسباب المقاطعة . واعتبرت مصادرنا أن رفض رجال الأعمال المغاربة الجلوس إلى نظرائهم الأتراك مرده إلى الارتجالية التي طبعت التحضيرات الحكومية لهذه الزيارة، خصوصا على مستوى الملفات الكبرى العالقة بين الجانبين، كملف اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا، والذي يصب لصالح الأتراك حيث تبقى تركيا هي المستفيد الأكبر من حجم المبادلات الرائجة بين البلدين التي يقدر رقم معاملاتها بحوالي 1.5 مليار دولار.. وأضافت ذات المصادر أن اتفاق التبادل الحر بين المغرب وتركيا بات في حاجة إلى مراجعة شاملة تحفظ للطرف المغربي حظوظه في الاستفادة من بنود الاتفاق، وتدفع في اتجاه خلق نوع من التوازن في ميزان المبادلات التي ترجح حاليا الكفة التركية. في المقابل أكد لنا البرلماني عبد العزيز أفتاتي، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، أن «قرار رجال الأعمال المغاربة مقاطعة أنشطة الزيارة يضيع عليهم فرصة سانحة لتعديل كفة المغرب » واعتبر أفتاتي أن الزيارة لا تهم جهة معينة في الحكومة أو نصف الحكومة، وإنما هي قضية تهم الاقتصاد الوطني ككل ومصالح المغرب بالدرجة الأولى، وأن الظرف لا يحتمل تسجيل النقاط على هذا الطرف أو ذاك، موضحا أن للمؤاخذات والتنديدات وقتا آخر.. وأكد أفتاتي أن اللقاءات والمشاورات الاقتصادية ستتم مع بقية النسيج الانتاجي المغربي الذي لا يمثل الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلا جزءا منه .. صحيح أنه جزء يمكن أن يكون وازنا ولكننا لا نعرف مدى تمثيليته الحقيقية ..ثم إن هناك مكونات أخرى من رجال الاعمال التي ستكون حاضرة خلال الزيارة. وعن الارتجال الذي طبع التحضير للزيارة وعدم استعداد الاتحاد العام لمقاولات المغرب لمناقشة ملفات لم يتم التحضير لها جيدا، قال أفتاتي إن محتوى الزيارة هو قضية وطنية، وكان ينبغي على الباطرونا أن تكون على جاهزية دائمة للدفاع عن الشأن الاقتصادي الوطني..