في سنة 2009 شهدت عمالة تنغير من بين العمالات المحدثة في التقسيم الإداري الأخير لوزارة الداخلية احتجاجات صعبة بسبب تفشي العطالة وسط خريجي الجامعات بالمنطقة، وتردي البنيات التحتية، وتدهور الخدمات في جل القطاعات العمومية، وخاصة المستشفيات، والمصالح الإدارية التابعة لوزارة الداخلية. وخرجت أفواج المواطنين والمعطلين وقطعت الطرقات. وتتبنى حركة "أيت غيوش" جل الإحتجاجات التي تشهدها منطقة الجنوب الشرقي والتي تعتبر "مدينة تنغير" أبرز قلاعها. وتعرف هذه الحركة التي خرجت من صلب الفعل الجامعي إلى المجتمع بتوجهها المدافع عن الأمازيغية. وترفع شعارات راديكالية في إطار طرحها لهذه القضية، وتعتبر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية "كذبة مخزنية" يرمي إلى امتصاص نضالات الحركة الأمازيغية، في وقت يصفق فيه جل النشطاء من نخبة الحركة الأمازيغية لقرار إحداث هذه المؤسسة في سنة 2001، ويعتبرونه مكسبا تاريخيا مهما لخدمة القضية الأمازيغية.
وتركز هذه الحركة في تحركاتها على منطقة الجنوب الشرقي وضمنها مناطق ورزازات والراشيدية وتنغير وفكيك وبوعرفة والبلدات الصغيرة الموجدة في المنطقة، ومنها بلدة "كولميمة" والتي سبق لها أن عاشت في فاتح ماي من سنة 1994 اعتقالات في صفوف جمعية "تللي" (الحرية) بعدما خرج نشطاؤها في تظاهرة فاتح ماي رافعين لافتات مكتوبة بحرف تيفيناغ تطالب بإعادة الإعتبار للمكون الأمازيغي. وكان وقتها من الطابوهات رفع مثل هذه الشعارات، ما دفع السلطات إلى اعتقال عدد من رموزها، قبل أن يفرج عنهم، ويتقرر في أول خطوة رسمية ل"المصالحة" مع الأمازيغية إقرار "نشرة اللهجات" في الإعلام السمعي البصري. واتخذ الملك محمد السادس قرارات جريئة في هذا الشأن. ولم يعد الخطاب الرسمي يتحدث عن "اللهجات"، وأصبح الخطاب الرسمي يتحدث عن الأمازيغية كلغة، ومكون أساسي من مكونات الهوية المغربية. وشكل خطاب الملك في بلدة أجدير بنواحي مدينة خنيفرة في سنة 2001 البلدة لها رمزيتها التاريخية في أدبيات المقاومة المسلحة في مقابل مقاومة اللطيف للحركة الوطنية ، أكبر تحول في الخطاب الرسمي تجاه الأمازيغية.