لا تحزني وئام، فقبلك سناء وليلى ورهام، لا تحزني ولا تبني أملاً على مكونات مجتمع يَحڭرُ فيه الغني الفقير والقوي الضعيف وصاحب النفود غيره، لا سيما وأن جلادك أخطبوط نافد، وشعبك السابح في مياه الفقر الراكدة غارق في مستنقعات الحُڭرة من ربِ العمل المساوم بين هزالة الأجور وهضم الحقوق الإجتماعية، وحُڭرة المقدم والشيخ والقيد المتاجرين بأوراق المواطنين الرسمية ومصالحهم ببعض الأوراق النقدية، وحُڭرة مسؤولين ساميين وغيرهم من أبناء الديپلوماسيين ورجال السلطة والأطباء من يلعبون بآلام الناس ومعاناتهم بدماء باردة، فالكل سيصمت ويكبثُ تضامنه بداخله، لن يجرأ أحد منهم عن النطق بحرف فليس بوسعهم أن يصرخوا، أن يحتجوا، أن يُدينوا الجريمة ويَتُبَوا الغاصبين في الشارع ، ببساطة فهذا أمرٌ ممنوع بظهير شريف، فقط سيغضب بعض النشطاء لمشهدك بوقفات وشعارات منددة بالجرم، ستتحرك بعض الهيئات المدنية والحقوقية بل وسيتبناك بعضها لغايات ذاتية أو لمزايدات سياسية ثم تنسين كسابقاتك، ستنسين كأمينة منتحرة العرائش أو هشام ميكانيكي ميدلت وغيره، لذا كافحي لا تفكري بالموت ولا تنتظري أن ينصفك أحد سيتركك الجميع وحيدة سيبيعونك الأوهام ولن يزيدوك سوى التعب والآلام. أما أنت أيها الجبان ف0ظهر و0خلع عنك قناعك، إحمل زادك وسيفك أو منجلك و0خرج، فوقت الصيد قد حان وطرائدك من الغزلان الحمر وحيدات ترعين قمة الجبل، إختر واحدة وتربص ثم 0نقض و0سحبها نحو الغاب، مزق و0فتك جسدها الهزيل ولا تبالي بصراخها ولا التوسل، فكلما صَرخت إضرب حتى تخور قواها وتطاوعك، فإن إنتهيت فك وثاقها و0مسح الدمع عن خديها وبقع الدم عن فخديك و0ضغط زندك لتنهي المشهد أو جُد عليها بفرصة حياة فأنت 0بن الكرم، ولك أن تُعلم رجال الوقاية بمكانها أو أن تحملها أنت لأقرب مشفى من قريتها فهي لن تجرؤ على العودة لمنزلها بعد هذا، ثم 0عرج على أول مخفر شرطة أو درك ضع هويتك بالإستقبالات، إدفع بعض الدراهم و0ختر مكانا دافئا و0سترخي هناك ولا تخف فلن تعاقب، سترتاح بنزلك الجديد هذا إلى حين سفرك نحو القصر العدلي. وأنت تقيم هناك لا تنسى أن توصي بعِطرٍ باريزي وطقم فخم يليقان بموعد نقلك للمحكمة فاليوم يومك ومن مثلك، فقد فزت بزفاف بلا مهر ولا مقدم أو مؤخر ولا سيارة ولا شروط العروس أو تكاليف العُرس، فقِسك أو عَدُولك هو قاضيك ووكيل الملك عرابك والضحية زوجتك ومحاميها أومحاموك من يتلون نذر حبكما والحاضرون للجلسة هم المدعوون للحفل والشهود من بينهم، ورجال الشرطة نوادلك أما الشويش فكُلِفَ برفع الزغاريد المباركة نظراً لقوة صوته، فما عليك سوى قول نعم بقبولك عرض القاضي بإتفاق جبر الضرر وتوسل أبيها، لتُنهي نحيبَ أمِها فتُسقط عنك الجرم وتحول العقاب إلى جزاء وتذخل بعدها كتاب جينيز فأنت زوجٌ لأصغر أم بالعالم.
وبعد الإنتهاء من كل هذه المراسيم لك أن تأخد زوجتك وتضعها في بيت أمك أو أمها أو بغرفة ضيقة على السطوح تشبه إلى حد كبير تلك الزنزانة التي قضيت فيها أيامك السابقة، إتخدها جاريةً وتفنن في إهانتها وضربها وتجويعها إلى أن تملها، ف0خرج للصيد من جديد ولاتتردد فمازالت أمامك ثلاثُ فرص أخرى لأن شَرعَ الله منحك حق أربع زيجات فيما شَرعُ الوطن المغتصب خول لك حق الزواج من ضحيتك، و0حرص أن تأخد من الدولة منحةَ المواطن الصالح لأنك شاركت بطريقة أو بأخرى في حملة لإنقاض فتاة من العنوسة في سن مبكر.