تفاجأ متتبعو الجلسة العلنية لمجلس النواب التي خصصت لتطورات قضية الصحراء ونقلها التلفزيون بالمستوى المتدني لمن يسمون نواب الأمة في البرلمان حيث تحولت معظم فترات الجلسة إلى ما يشبه الحلقة إن لم نقل شيئا آخر. وبرز أسلوب المزايدة السياسية بين الفرقاء مستغلين واحدة من أكثر القضايا المصيرية بالنسبة للمغاربة. وقد تميزت الجلسة بحدثين غريبين جد معبرين عن حالة تعاطي نواب الأمة مع قضايا الشعب. الحدث الأول يتجلى في التعقيب الذي قدمه رئيس فريق العدالة والتنمية على نائبة من الاتحاد الاشتراكي عقبت على مداخلة سعد الدين العثماني وزير الخارجية وانتقدت خطاب الطمأنة الذي تستعمله الحكومة بخصوص قضية الصحراء في وقت تقول جميع المؤشرات أن طبيعة الوضع غير باعثة على الاطمئنان اطلاقا. عبدالله بوانو اعتبر التعقيب نشازا عن موقف المغاربة جميعا ودعى إلى عدم لعب دور المعارضة والأغلبية في هذه القضية مما أثار نواب الاتحاد الاشتراكي الذي دعوه إلى سحب العبارة وذكروه بالمواقف التاريخية للاتحاد والتي لم يتبق منها إلا الحنين والذكرى.
هذا الحادث يبين بالملموس الطريقة التقليدية في تعاطي عامة المغاربة مع قضية الصحراء والتي لازالت متكلسة في عقول حتى أولئك الذين يفترض فيهم مسائلة كيفية تدبير قضايا البلاد والذين يبررون ويسكتون عن كل الهفوات والتقصير الذي يطبع التعاطي مع قضايا مصيرية باسم الوحدة والاجماع.
المفاجأة الثانية التي حملتها أطوار جلسة البرلمان العلنية كانت ما حملته مداخلة نائبة برلمانية استقلالية والتي انبرت إلى محاكمة النوايا وتوجيه السهام صوب الاصوات المخالفة في الاعلام. البرلمانية كنزة الغالي هاجمت ما سمتهم الأصوات النشاز والأقلام المأجورة مقدمة مثالا على ذلك الصحفي علي أنوزلا الذي كان ذنبه من وجهة نظر النائبة هو تعبيره عن رأيه بخصوص تدبير ملف الصحراء وتساءل عن من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه أوضاع القضية على المستوى الأممي.
النائبة البرلمانية اجترت ما قاله قبل يومين زميلها في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وزعيمها في حزب الاستقلال قبل يومين في نشاط لشبيبة حزبه بمراكش والذي ذهب حد تخوين الصحافيين في لكم.كوم علي أنوزلا و أبوبكر الجامعي .
وبمناسبة هذه المحاكمة البرلمانية لمواقف الصحافة تقدم ''كود'' صورة لقصاصة إخبارية أوردها لسان حال شباط وكنزة الغالي جريدة العلم حول الصحراء في غشت 1973 أيام "سي علال" ونتمنى أن نسمع تعليقهما عليه.