سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حصري. أسرار تكشف لأول مرة عن قصة خوف بنكيران من مطيع وما الذي أرسله حتى منزله وكيف أطفأ نار انتقامه بالتحالف مع السلطة ودوره في اعتقال مجموعة 71 وما دار في اجتماع شكل نواة تأسيس العدالة والتنمية وحضره باها ويتيم وكيف حصد 5 ممن حضروه 50 سنة سجنا
تكشف الأجزاء من مذكرات "شذرات من تاريخ حركة الشبيبة الإسلامية"، التي حصلت عليها "كود" وتنفرد بنشر ما جاء فيها، حقائق يماط عليها اللثام لأول مرة حول تاريخ "العمل الإسلامي". وأكثر هذه الحقائق إثارة تلك التي تتعلق بمحطة الانشقاقات والانسحابات من حركة الشبيبة الإسلامية، وهي المرحلة التي لعب فيها كل من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الحالية، ووزير الدولة حاليا عبد الله باها، والكاتب العام الحالي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب محمد يتيم، دورا حاسما في لخبطة جميع أوراقها.
ففي نهاية السبعينات، بدأت الانشقاقات داخل حركة الشبيبة الإسلامية، فعمد عبد الكريم مطيع إلى اعتماد أسلوب تنظيمي جديد، وهو ما سمي حينها بتنظيم الخطوط أو المجموعات، أي كل مجموعة لها أمير وتنسق مباشرة مع الشيخ.
وكان من بين هؤلاء أمراء ينشطون في المغرب، وهم من تكلفوا بتوجيه رسائل تهديد مبطنة إلى مجموعة عبد الإله بنكيران، التي عقدت اجتماعا، حضره 40 شخصا، من بينهم باها ويتيم، جرى على إثره تأسيس جمعية الجماعة الإسلامية المغربية، التي تطورت في ما بعد إلى حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة الحالية.
وفي حدود سنة 1981، حسب ما جاء في المذكرات، بدأت تلوح في الأفق أولى مؤشرات انطلاق عملية انتقام زعيم الشبيبة الإسلامية عبد الكريم مطيع من مجموعة عبد الإله بنكيران، وذلك بإصدار العدد الأول من مجلة "المجاهد"، اللسان الناطق باسم حركة الشبيبة، والذي حمل على صفحة الغلاف وبطباعة راقية عنوان (يا خيل الله اركبي) وصورة مجموعة من فواهات البنادق، وإرسال نسخ منها إلى بنكيران وأفراد من مجموعته إلى حد منازلهم، إما عبر البريد أو بطريقة مباشرة، علما أنه من كانت تضبط لديه المجلة يجري اعتقاله من طرف الأمن.
هذه الخطوة الجريئة دفعت مجموعة عبد الإله بنكيران إلى التحالف مع السلطة، خوفا على أنفسهم من انتقام الشيخ مطيع، وأمدوها بكل ما لديهم من معطيات ومعلومات عن التنظيم ومن فيه وأسماء من ينشطون داخله، وذلك في محاولة لتنقية الساحة خوفا من عمليات انتقام.
بعد ذلك، تعرض مجموعة من المنتمين للحركة للاعتقال، من بينهم مجموعة 1971، الذين أدين عدد منهم بالمؤبد والإعدام.
والغريب أن خمسة ممن حضروا اجتماع بنكيران لتأسيس جمعية الجماعة الإسلامية، جرى بدورهم اعتقالهم، لكونهم لم تتم تزكيتهم بسبب الاعتقاد بأنهم ما زالوا يدينون بالولاء لمطيع، فأدينوا بأخف الأحكام، بالمقارنة مع الباقين، والتي وصلت إلى 10 سنوات لكل واحد منهم.