سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انفراد. عبد الله الحلوي الأستاذ الجامعي الذي نظف كلية مراكش في حوار حصري وممتع ومؤثر مع "كود": كريت اللبسة الزرقا وشريت الشطابا وأرفض أن يستمر المثقف في برجه العاجي وهذه أسباب إقدامي على تنظيف الخزانة (فيديو)
"كود" هل بالفعل احتجت عمادة الكلية ومعها زملاءؤك الأساتذة على الفيديو الذي ظهرت فيه وأن تنظف خزانة الكلية وهل ابتعدت عن كلية الآداب القاضي عياض التي تدرس فيها؟ الآن (صباح يومه الخميس عاشر ماي) أتجه إلى كلية أبي شعيب الدكالي للمشاركة في مؤتمر هناك، وسأعود إلى مراكش وإلى كليتي عشية اليوم. هذا يظهر أنني مازلت أدرس وأشرف على خزانة الكلية.
بالنسبة لما قيل حول انتقادات العميدة والأساتذة، ففي مبالغة بل ويجانب الصواب، لقد اتصل بي أساتذة من الكلية وساندوا المبادرة، بعضهم لم يقبل بطريقتي للاحتجاج، لكن على العموم ساندوني، بالنسبة للعميدة، فلم يكن معها مشكل كبير، ومنذ أن بدأت مهامي كمحافظ على خزانة الكلية لم يكن بيننا مشاكل.
"كود": ومع من كانت المشاكل إذن؟ مع مسؤول مصلحة الصيانة، وهذا هو المشكل الحقيقي، وهذه لم تكن المرة الأولى، فالمشاكل دائما مع أناس لا يتغيرون يستمرون في مهامهم لسنوات.
"كود": لنعد إلى فكرة الاحتجاج، ارتداء بذلة زرقاء وحمل شطابة ثم البدء في تنظيف الخزانة والمناطق القريبة منها، كيف جاءتك هذه الفكرة؟ هذا مرتبط بتصوري للاحتجاج، إنني أومن أن الاحتجاج يجب أن يكون سلميا غير عنيف وأن يتسم بالخلق والإبداع. كانت مشاكل النظافة فقررت أن أضع المسؤولين المباشرين أمام هذه المشاكل.
يجب أن أذكر قراءكم في "كود.ما" بما تحقق في هذه الخزانة منذ تعينت فيها، لقد عملت وناضلت من أجل إدخال الانترنيت والويفي وهناك ورشة للحواسيب ثم أصبحت للخزانة يوم للقراءة (كل خميس) يتم استدعاء كاتب للنقاش والحوار، وأصبحنا نتوفر على المجلات الإلكترونية المعترف بها والمفيدة للطلبة مجانا بالإضافة إلى أمور أخرى منها السبورة الإلكترونية التي تعلن مواعيد الأنشطة وأصبحت الخزانة تتوفر على كتب جديدة مفيدة للطلبة ولأبحاثهم. هذا العمل المضني والمتعب لا يمكن ان يكون مفيدا بخزانة متسخة، تصور أن السبورة الإلكترونية وما تمثله من رمز للتقدم كانت على ٍأرض متسخة.
"كود": هل أعطى الاحتجاج أكله وتغيرت الأمور منذ ظهور الفيديو؟ أولا كانت موجة تعاطف لم أكن أنتظرها ولا أتوقعها، مئات وعشرات التلاميذ والطلبة ساندوني.
"كود": هل خططت لتصوير مشهد التنظيف والكنس داخل الخزانة؟ لم أكن أتوقع أن يتم تصوير الفيديو، أعرف أن الطلبة مرتبطون بالصورة بشكل كبير، لكنني فوجئت بالعدد الكبير منهم وهو يصورونني أثناء كنس الخزانة.
"كود": والآن هل تحقق ما ناضلت من أجله؟ مباشرة بعد العمل الاحتجاجي أصبحت الخزانة نظيفة بطريقة غير مسبوقة، وهو ما أسعدني كثيرا، ما نحتاجه الآن في القاعتين المخصصتين للقراءة هو نوافذ كبيرة أو تهوية للفضاء لأن الاكتظاظ بنوافذ صغيرة لا يساعد على المطالعة والإعداد.
"كود": لنعد إلى الشكل الاحتجاجي قلت إنه احتجاج فيه إبداع وخلق؟ بالنسبة لي الاحتجاج بتلك الطريقة هو بمثابة تطبيق للحق في التعبير الحر الذي يضمنه الدستور الجديد، أعبر عن مواقفي دون المس بشخص ما أو الاعتداء على حريته، كما أنه احتجاج لم يمس السير العادي للخزانة، إذ ظلت مفتوحة وكان الطلبة يطالعون في الخزانة ويحصلون على الكتب، وأخيرا إنه احتجاج ينسجم والثوابت التي جاء بها الدستور. إنه احتجاج لا يعبر عن رأي لا الأساتذة ولا الكلية بل يعبر عن رأيي الشخصي، لذا فكل اعتراض هو فضول غير مبرر. إنني مع فكرة الاعتراض والاحتجاج السلمي الذي يظهر نوعا من الإبداع والخلق.
"كود": هل اتصل بك مسؤول ما أو شخصية ما بعد انتشار الفيديو؟ لم يتصل بي أي شخص ولا داعي للاتصال بي، هذه أشكال احتجاجية معروفة في الخارج. لا أرغب في أي شيء ولا أطمح لمنفعة خاصة، أنا أستاذ لسانيات لطلبة الماستر في الشعبة الإنكليزية، وأذكر أن مهمتي تطوعية في الخزانة لا أتقاضى عليها مقابل ولا أرغب في ذلك. لم أحتج على شيء يتعلق بي وبمنفعة مادية، بل بأمور تهم طلبة كليتي وكليتي، كانت الإمكانية متاحة لي كي أعيش خارج المغرب لكنني أحب بلدي وأبناء بلدي قررت أن أدرس في الكلية. أعيد وأكرر إنني أرفض أخذ أي حق من الحقوق.
"كود": بعيدا عن القراءة الأولى لطريقة الاحتجاج وهي الرغبة في خزانة صالحة للقراءة (نظيفة) هل كنتم تريدون طرح موضوع المثقف وعلاقته بمحيطه؟ ينظر إلى المثقف أو الأستاذ الجامعي كشخص متعالي منفصل عن مجتمعه، أرفض هذا التوجه أرفض أن يستمر المثقف في برجه العاجي. من واجب المثقف الانشغال بهموم المواطن. أنا أومن بأن على المثقف أن يتوفر على ضمير داخل وخارج المؤسسة لا أن يترك ضميره خارج المؤسسة. بعض الأساتذة اعترضوا على تصرفي لأنني قمت بما قمت به داخل المؤسسة، وفقلت لهم ضميري جرح غائر لن يشفى إلا إذا أصبح مجتمعنا أفضل مما هو عليه اليوم.